خطوات لكتابة التصور المقترح

إن الاطلاع على خطوات لكتابة التصور المقترح من الأمور المفيدة للغاية بالنسبة للباحثين العلميين والتربويين، الذين يعتمدون على هذا التخطيط العلمي المستقبلي لبناء نتائج ميدانية فعلية.

حيث يعتبر التصور المقترح من الأفكار الرائدة التي تهدف الى الاستفادة من الدراسات بالماضي والحاضر بهدف التصور للمستقبل.

وبالتالي يمكننا القول بأن التصور المقترح من الصور الأخرى للتوصيات البحثية التي يضعها الباحث بنهاية دراسته، ولكن بشكل أكثر توسعاً.

ومما لا شك فيه أن التصورات البحثية تختلف من دراسة الى دراسة أخرى، وفقاً للظاهرة او المشكلة البحثية قيد الدراسة.

 

مفهوم التصور المقترح:

إن تعريف التصور المقترح هو تخطيط الباحث العلمي المستقبلي الذي يبنى على نتائج ميدانية فعلية، وذلك عبر استخدام الأدوات المنهجية الكيفية او الكمية بهدف بناء إطار فكري عام، يتم تبنيه من قبل الباحثين العلميين عموماً، والمتخصصين بالمجال التربوي بشكل خاص.

ولأن التصورات المقترحة ترتكز بشكل أساسي على النتائج الدراسية، فهو يمثل آخر فصول الدراسة.

على الباحث العلمي أن يشير من خلال عنوان البحث أو الرسالة العلمية الى التصور المقترح أو المستقبلي في دراسته، وذلك من خلال عبارات متعددة ومنها على سبيل المثال: (بحث استشرافي، دراسة مستقبلية، خريطة مدرسية، أنموذج مقترح).

كما أن بعض الدراسات تحتاج الى وضع التصور المقترح، لأن هذا التصور هو الهدف الرئيسي والنهائي من الدراسة العلمية.

وهنا من الضروري الإشارة الى أن التصور المقترح لا يبنى على الميول والقناعات الشخصية للباحث العلمي، بل هو تخطيط علمي منطقي مستقبلي، مبني على دراسات ونتائج ميدانية فعلية.

وبالتالي لا بدّ من أن تستند مختلف خطوات لكتابة التصور المقترح على أساليب وطرق منهجية في البناء، بحيث تستمد هذه الطرق والاساليب من الطرق العلمية لتخطيط المستقبل ودراسته. 

خطوات لكتابة التصور المقترح:

تتعدد خطوات لكتابة التصور المقترح، وهي خطوات منظمة ومتتالية تتم بشكل علمي منهجي مرتب، بحيث يتم عرض تلك الخطوات بشكل منظم.

على أن يحتوي كل عنصر من عناصرها على مجموعة من البيانات والمعلومات التي يتم عرضها بأسلوب محدد، فما هي اهم الخطوات والعناصر التي يشملها التصور المقترح:

عنوان التصور المقترح:

كما اشرنا سابقاً فعندما يكون التصور المقترح هو الهدف الرئيسي للدراسة، فعلى الباحث أن يشير الى ذلك من خلال العنوان الذي يعبر عن ان الدراسة تهدف لذلك.

ومن تلك الكلمات (خريطة بحثية، بحث مستقبلي، أو دراسة استشرافية، أنموذج مقترح)، وغيرها من العبارات الاخرى.

ويكون العنوان متوسط الطول، وكلماته مفهومة وواضحة وجذابة، واللغة قوية خالية من التعقيد.

التمهيد أو المقدمة:

وهي من خطوات لكتابة التصور المقترح التي يسعى الباحث العلمي من خلالها الى تبيان أهمية الدراسة وأهدافها، كما ان هذه الخطوة من الضروري أن تشمل نبذة مختصرة لكنها شاملة لكل ما تحتويه الرسالة.

بالإضافة الى ذلك يعمد الباحث من خلال التمهيد الى توضيح أفكاره، والى تبيان الاستراتيجيات التي سيتم اتباعها.

أهداف التصور المقترح:

من خطوات لكتابة التصور المقترح الأساسية نكر تحديد الأهداف الرئيسية والثانوية، وصياغتها بالشكل السليم، وذلك عبر كتابة الأهداف على صورة نقاط منظمة ومتتابعة.

ركائز ومنطلقات التصور المقترح:

على الباحث العلمي أن يوضح الاجراءات والسبل والمنهجية العلمية التي سيتبعها من أجل تحقيق الأهداف التي حددها للتصور المقترح.

ومن خلال هذه الخطوة يظهر الباحث العلمي الحدود الموضوعية والزمانية والمكانية للمقترح، ويحدد المنهج العلمي المتبع، وسبب اختياره ودوره بالوصول الى النتائج المنطقية السليمة.

متن التصور المقترح:

وهو أكبر العناصر وأهم خطوة من خطوات لكتابة المقترح، ويشمل جميع محتويات ومعلومات المقترح، ويرتب فيه الباحث محتويات المقترح وفقاً للمنهجية المتبعة.

احتياجات التطبيق:

وهي الخطوة التي يحدد الباحث من خلالها الاحتياجات والمتطلبات التي تساهم في نجاح التصور المقترح، والتي يحتاجها هذا المقترح لتحقيق الأهداف التي تمّ تحديدها في الخطوات السابقة.

آليات التنفيذ:

من الضروري أن يشمل التصور المقترح الآليات اللازمة للتنفيذ، والتي يكون لها دور في غاية الأهمية للوصول الى النتائج والحلول المقترحة.

النتائج والحلول المقترحة والعقبات التي تواجه التصور:

على الباحث العلمي أن يعرض الحلول والنتائج بناء على التصور المقترح، وأن يعرض العقبات والمشكلات التي تواجه هذا المقترح، وبذلك ينهي آخر خطوات لكتابة التصور المقترح.

أساليب بناء التصور المقترح:

تتعدد الأساليب المستخدمة في بناء التصور المقترح، ومنها الاساليب الكمية ومنها الاساليب الكيفية، وهذه الاساليب بدورها تنقسم الى مجموعة من الطرق والأساليب، وبعد ان تعرفنا على خطوات لكتابة التصور المقترح، سنتعرف باختصار على أساليب بنائه.

الاساليب الكيفية في بناء التصور المقترح:

تتعدد الأساليب وفق هذا التصنيف ومن أبرزها:

 

أسلوب دلفي:

وهو من الأساليب المستخدمة بالعديد من المجلات بهدف التنبؤ بالمستقبل في الأعمال التعاونية المنتظمة، والتي تقدم اقتراحات لأهم الحلول المرتبطة بإحدى المشاكل المعينة.

ويستخدم أسلوب دلفي بشكل أساسي بهدف التنبؤ بالمستقبل، والتصورات المستقبلية لأي نظام، بالإضافة الى صنع السياسات، وتقدير الحاجات، وتحديد الأهداف.

أسلوب تحليل النظم:

وهو من الأساليب والطرق المنهجية التي تتعامل مع النظم المعقدة على مستويات متكاملة، بحيث يتم تجميع العناصر المترابطة مع بعضها البعض، وغيرها من النظم الفرعية للتأكد من الكفاءة الكلية للنظام.

ويتكون هذا الأسلوب من مكونات متعددة وهي: (المدخلات، العمليات، المخرجات).

أسلوب PERT:

عندما نتحدث عن اهم أساليب لدراسة ولكتابة التصور المقترح فإن هذا الاسلوب من أفضلها وأكثرها حداثة، حيث يهدف الى الوصول الى القرارات الافضل التي يمكن أن تساهم في الوصول الى اقل تكاليف ممكنة للتنفيذ، مع القيام بالتنفيذ بأسرع وقت ممكن.

يتم تطبيق الأسلوب من خلال تحديد الهدف النهائي للتصور المقترح، ثمّ تحديد المراحل والعمليات، وبعد ذلك تأتي المرحلة التي يتم من خلالها الانتقال الى تمثيل مختلف الأنشطة والأحداث للدراسة.

وذلك عبر توضيح مختلف العلاقات الارتباطية بين الأنشطة والمراحل، وبعد ذلك يمكن الوصول الى مخطط شبكي يدخل التفصيلات المرتبطة بالوقت الذي يحتاجه انجاز كل نشاط من النشاطات.

أسلوب السيناريو:

وهو الأسلوب الذي يعتمد على استشراف المستقبل عبر احتمالات متوقعة مستقبلياً، وغيرها من التصورات المستقبلية التي يمكن ان توضع بصورة بدائل، تشتمل على تداعيات وسياقات وأطروحات متعددة.

الأساليب الكمية في بناء التصور المقترح:

بعد ان اطلعنا على الأساليب الكيفية سنتعرف على الأساليب الكمية المتبع في خطوات لكتابة التصور المقترح، والتي تكون بصيغة الأعداد والأرقام، ومن أبرز الأساليب الكمية نذكر:

أسلوب النمذجة:

وهو من أساليب التخطيط التي يمكن عبرها أن تترجم الظاهرة المدروسة الى عدد من العلاقات الرمزية.

أسلوب الخريطة المدرسية:

ويتم تطبيق هذا الأسلوب على عدد من الإجراءات التخطيطية التي يتم تطبيقها على أرض الواقع، والهدف هو التشخيص للعملية التعليمية بوحدة مساحية وجغرافية محددة، في وقت معين، بهف تقدير الاحتياجات المتوقعة والمطلوبة، وتوزيعها بالشكل العادل.

أسلوب التنبؤ بالقيد الطلابي:

وهو من الأساليب الكمية التي يمكن اتباعها بهدف تقدير عدد الطلاب مستقبلاً.

وفي الختام نسأل الله تعالى ان نكون قد وفقنا بعرض المعلومات المفيدة عن خطوات لكتابة التصور المقترح، وأهم المعلومات عن هذا العمل العلمي. 

 

أساليب بناء التصور المترح في الأبحاث العلمية،2013،أم القرى

 

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا