أهم النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري
أهم النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري
يتكون البحث العلمي من مجموعة من العناصر، ولكل عنصر أهمية متعلقة به، فنجد العنوان يعبر عما يحمله البحث في جعبته من فكرة رئيسية، وبعد ذلك المقدمة التي تمهد لسياق أو متن موضوع البحث العلمي، وبعد ذلك الأهداف البحثية التي تتمثل في رؤى الباحث المتوقعة من حلول لمشكلة أو ظاهرة البحث، إلى ما غير ذلك من عناصر، وسوف نستعرض في هذا المقال النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري.
ما التعريف الاصطلاحي للإطار النظري؟
الإطار النظري هو "مجموعة العناصر التي تكون البحث العلمي في شكله النهائي، أو بمعنى أوضح هو مشمول ما تتم كتابته من معلومات أو بيانات داخل البحث".
ما النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري؟
يوجد عديد من النقاط الواجب مراعاتها قبل كتابة الإطار النظري في البحث العلمي، حتى يصبح البحث مترابطًا في النهاية، ومعبرًا عما يتطلع إليه الباحث، ومن ثم يدخل في زمرة الأعمال البحثية الإيجابية، وفقًا للتقييمات المنهجية، ومن أبرز تلك النقاط ما يلي:
توافر المعلومات البحثية الشخصية: وتعد من أبرز النقاط الواجب مراعاتها قبل كتابة الإطار النظري، فلا يمكن للباحث أن يخوض معركة بحثية دون توافر معلومات لديه، وذلك من خلال دراسته أو تخصصه الجامعي، وعن طريق ذلك يبدأ في تكوين مفهوم عام عن موضوع البحث، ويبني على ما لديه، ومن ثم تقنين مفاهيم جديدة ذات صبغة ابتكارية بختام البحث.
وضوح الأفكار الرئيسية للبحث من خلال المقدمة: لا شك أن المقدمة البحثية هي المعبر أو النفق الذي يمكن عن طريقه العبور للبحث العلمي، لذا يجب أن تتضمن المقدمة الفكرة البحثية الرئيسية، مع إعطاء تصور للأفكار الفرعية في صورة موجزة، وكذلك يجب أن توضح المقدمة الأهمية التي ينطوي عليها البحث العلمي، فعلى سبيل المثال في حالة كتابة بحث علمي عن الطرق الجديدة لمصادر الطاقة، يجب أن تتضمن المقدمة، كون ذلك سوف يعمل على توفير التكاليف المالية الكبيرة التي تنفق على محطات الكهرباء، والتي تعمل عن طريق المشتقات البترولية مثل الغاز الطبيعي أو المازوت، ومن ثم سوف يتحقق وفورات مالية كبيرة، يمكن أن تستعين بها الدولة في عديد من المشروعات الأخرى.
تحديد مشكلة واضحة للبحث: من النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري فهي مناط البحث العلمي، والمحفز الحقيقي للباحث قبل القيام بأي إجراء علمي ممنهج، وفي الغالب تكون مشكلة أو ظاهرة البحث مشتقة من التجارب التي تحيط بالباحث، سواء في مجال عمله، أو في الحياة بوجه عام، فعلى سبيل المثال في حالة توجه الباحث العلمي إلى عمله، قد يرى كثيرًا من المعوقات التي تواجه البشر، مثل الأزمات المرورية، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو وجود ملوثات متعددة في الهواء، ومن هنا يستلهم أفكاره وتنهض همته، ويبدأ في التفكير في تلك المشكلات، ويطرح الأسئلة المهمة التي من شأنها أن تجعله يبدأ في التنقيب عن حلول لتلك المشكلة، والأمر نفسه في المختبر يواجه العلميين مئاتُ المشكلات التي تتعلق بالجوانب البحثية، ومن الممكن أن يكون ذلك من مضامين الدراسات العلمية.
الاهتمام بالتسلسل المنطقي لموضوع البحث: يجب أن ينطلق البحث بداية من المفهوم العام، ومن ثم التخصص فيما بعد؛ من خلال أفكار متفرعة ومتوازنة تعبر عنها أبواب وفصول البحث، مع الابتعاد عن تكرار أفكار البحث، وبمعنى آخر يجب أن يحمل كل جزء من أجزاء البحث الجديد من حيث المعنى والمضمون.
الهدف من البحث: من الطبيعي أن البحث العلمي على النقيض من المقالات السردية أو الموضوعات الإنشائية، حيث إن تلك الكتابات ليست بالضرورة أن تتضمن أهدافًا معينة على أرض الواقع، ففي معظمها وصف أو تعريف لظاهرة أو موضوع، أو فائدة محددة أو مزايا معينة، ولا تزيد على صفحة أو صفحتين على الأكثر، وذلك على خلاف البحث العلمي الذي يجب أن يتضمن هدفًا أو عدة أهداف محددة وواضحة، ومع الاسترسال في متن البحث العلمي يصل الباحث لحقائق ملموسة.
تحديد المتغيرات البحثية: وهي من النقاط الواجب مراعاتها قبل كتابة الإطار النظري، ويتمثل ذلك في فرضيات البحث العلمي، والتي تعد بمثابة حلول مبدئية ووقتية يتنبأ بها الدارس أو الباحث، ويتم إثبات مدى إيجابيتها من عدمها بنهاية البحث، وفي الغالب تتضمن الفرضية العلمية متغيرين هما التابع، والمستقل، ويتم اختبار الفرضية عن طريق تحليل المعلومات التي يجمعها الباحث، ومن ثم قياسها بالوسائل الإحصائية المتعددة.
تعريف المصطلحات البحثية: من المهم أن يحدد الباحث مصطلحات البحث التي سوف يستعين بها، ويعد ذلك من النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري، ومن المعرف أن لكل نوع من الأبحاث مسمياته أو مصطلحاته غير دارجة لدى العامة، لذا فمن المهم أن يقوم بتعريف كل مصطلح على حدة، وذلك الأمر على جانب كبير من الأهمية، فقد يكون مفهوم أحد المصطلحات مختلفًا بالنسبة لوجهات نظر البعض، سواء من المتخصصين أو غير المتخصصين، ومن المهم تعريف ذلك؛ حتى يسير الجميع على نفس النسق والمقصد دون حدوث التباس، ومن الأسلم أن يكون التعريف مُجمعًا عليه من جانب الأكاديميين، فيجد في ذلك البحث الحجة في مقارعة ومجابهة الآخرين.
تحديد الدراسات والمؤلفات السابقة: ويعد ذلك من النقاط الواجب معرفتها قبل كتابة الإطار النظري، فبالإضافة إلى المعارف الشخصية والتخصصية للباحث، يجب أن يكون مُلمًّا بعديد من التفاصيل المتعلقة بموضوع البحث على نطاق واسع، ومن الضروري أن يستعين الباحث بالمعلومات المناسبة للبحث، ولا شك في الدراسات والمؤلفات السابقة تشكل ميدانًا واسعًا من العلوم، ومدادًا مهمًّا لكل ما يود الباحث معرفته، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يستقيه من معلومات، يجب أن يكون في إطار الاستعانة بمادة البحث، وليس اشتقاقًا لأفكار الغير، فالباحث يجب أن يتطلع إلى الجديد، ويسعى حثيثًا لتكوين المفاهيم الجديدة، على اعتبار توافر الحداثة والأدوات العلمية العصرية التي لم تكن توجد لدى أقرانه من الباحثين، ومن ثم الابتعاد عن التكرار، وجدير بالذكر أن هناك بعض الجامعات التي تحدد نسبًا معينة للاقتباس حتى لا يشوب البحث التشابه.
تحديد جميع جوانب البحث العلمي: وذلك في أولويات النقاط الواجب مراعاتها قبل كتابة الإطار النظري، فالتشعب في البحث العلمي سبيل الفشل، فهناك موضوع أو ظاهرة معينة ينبغي عدم الحياد عنها، لذا وجب عدم الانسياق وراء أفكار لا تمت للبحث بصلة.
توثيق المراجع في البحث: ويعد التوثيق من الأمور الأخلاقية والشكلية المهمة في الإطار النظري، فعلى الجانب الأخلاقي يعد ذلك تقديرًا لجهود السابقين من باب الأمانة العلمية، وعلى الجانب الشكلي فإن ذلك الأمر يوحي بمدى اجتهاد الباحث، وسعيه للوصول إلى الحقيقة، لذا فمن المهم أن يكون الباحث على علم بطريقة التوثيق التي سوف يستخدمها، فذلك من النقاط الواجب توافرها قبل كتابة الإطار النظري، ويجب أن يتم ذلك فيما بعد بشكل مرتب، وفقًا لما اصطلح عليه خبراء البحث العلمي.
تضمين الشروحات الوافية: من النقاط الواجب مراعاتها قبل كتابة الإطار النظري أن يسعى الباحث لتقديم شرح وافٍ لجميع أوجه التشابه أو الاختلافات فيما بين وجهات النظر المتعلقة بالدراسات أو المراجع السابقة، والتي يستعين بها الباحث في الحصول على معلومات البحث، والهدف من ذلك هو الخروج بمفاهيم ومُسلمات بحثية يمكن الاعتماد عليها في سوق النتائج.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات