ما عناصر نموذج خطة البحث؟

عناصر نموذج خطة البحث أو الخطوط العريضة للبحث أو مشروع البحث، جميعها جُمل تُعبِّر عن هدف واحد، وهو تنظيم وترتيب إجراءات البحث المزمع تنفيذه، وتلك العملية التنظيمية للبحث على درجة كبيرة من الأهمية، ولا شك في أن التنظيم هو سبيل الوصول للأهداف في جميع ما يؤديه الإنسان من أعمال في حياته، وخاصة في المجال الدراسي بشكل عام، والحري هو اتباع ذلك في البحث العلمي، فهو المنهج والمنهاج، والسبيل للوصول إلى حلول جذرية لجميع ما يواجهنا من مشاكل، ومن ثم المسارعة نحو تضييق الهوة بيننا وبين الآخرين ممن التمسوا البحث العلمي طريق للتقدم والتطور، وسوف نتعرف في هذا المقال على عناصر نموذج خطة البحث.

ما عناصر نموذج خطة البحث؟

الموضوع البحثي:

الموضوع البحثي أو المشكلة البحثية هو عماد نموذج خطة البحث العلمي، ويتمثل ذلك في الفكرة والأطروحة التي يتبلور البحث في إطارها، ويجب أن يكون موضوع البحث العلمي مُجديًا ونافعًا بعيدًا عن الموضوعات غير الهادفة، أو التي تحط أو تحقر من القيم المجتمعية، أو ما يتعلق بنقد الأديان السماوية بصورة مستفزة، فتلك المواضيع لا جدوى من التطرق إليها، ففيها إحداث بلبلة وشقاق مجتمعي دون داعٍ، والأفضل لمس ما يوجد داخل أروقة المجتمع من مشاكل أو أمور تتعلق بتحقيق خدمات جليلة وملموسة للمواطنين على أرض الواقع، ومن ثم طرح ذلك عن طريق نموذج خطة البحث العلمي.

طرق اشتقاق الموضوع البحثي: هناك أكثر من طريقة يمكن عن طريقها أن يشتق الدارس موضوعه، ومن أبرزها يلي:

ما يواجهه الدارس في الحياة من مشاكل سواء علمية أو اجتماعية، غير أن ذلك ينبغي أن يكون عن طريق منهج الباحث الدراسي أو مجال تخصصه، فلا ينبغي أن يتطرق الباحث إلى الموضوعات البعيدة عن ميدان التخصص، فسوف يصبح مثل الطبيب الذي يقوم برسم هندسي لعمارة، أو مثل المحاسب الذي يترافع في قضية سرقة.
مؤلفات الغير لها دور كبير في اشتقاق الموضوع البحثي، حيث إن الباحث يجب أن يكون واسع المدارك فطنًا لما يقرؤه، ومن الممكن في حالة قراءة أي مرجع يخص مجاله العلمي، أن يرى أن ما يحتويه غير متطابق علميًّا، أو يمكن أن تتم صياغته بمنظور جديد، ومن هنا يبدأ العمل والبحث والترقب للنتائج التي سوف تحمل في طياتها المعارف والثقافة الجديدين.
الخيال المرتبط بالمعطيات: الخيال هو بداية الحقيقة، ولكن يشترط لذلك أن يكون خيالًا مقننًا، يدعمه وجود المعطيات الكافية للبدأ في إجراء البحث العلمي، وعلى سبيل المثال عند بداية قيام نيوتن بوضع قوانين الحركة كان الأمر أشبه بالخيال، فقانون السقوط الحر تم اكتشافه من خلال تفاحة سقطت على رأسها، ومن ثم بدأ سبر أغوار ذلك، فالمعطيات هنا كانت جذب الأرض للتفاحة وسقوطها، ومن ثم بدأ العمل لتقنين ذلك.

العنوان: عنوان البحث العلمي أبرز عناصر نموذج خطة البحث، وهو عبارة عن بلورة لموضوع البحث العلمي في جملة مفيدة معبرة عن جميع ما يحمله البحث العلمي من معانٍ ومضامين، وطبيعة عنوان البحث يجب أن تكون مختلفة عن عنوان المقال أو الدرس، فعلى سبيل المثال يمكن أن يحمل عنوان المقال جانبًا واحدًا فقط من المحتويات، ويتفاجأ القارئ بوجود بعض الفقرات الشيقة البعيدة عن العنوان لتحفيز القارئ على متابعة القراءة، غير أن ذلك يجب أن لا يكون موجودًا في عنوان الذي يلخص الفكرة المتعلقة بموضوع البحث من أوله لآخره.

المقدمة: هي البداية الممهدة لقيام البحث العلمي، ويمكن أن نعرفها بأنها عرض مختصر للبحث في صفحة واحدة، لذا يجب أن تكون الجُمل المُساقة في المقدمة واضحة وموجزة وحاملة لجميع نموذج عناصر خطة البحث العلمي، ولو تلميحًا بالنسبة لبنود معينة تترك للنهاية مثل نتائج البحث أو توصيات الباحث.

ومن أبرز مكونات المقدمة:

شمولها لأهمية الدراسة أو البحث الذي يتم تقديمه: وتلك الأهمية هي المعبر عن الدواعي الأساسية لقيام الدراسة أو البحث، فعلى سبيل المثال في حالة تقديم بحث علمي عن ظاهرة العقم عند الرجال والنساء، فإن الأهمية هنا تكمن في أن تلك المشكلة تؤرق ملايين الأشخاص في دول العالم بأسره، وتنطوي على معاناة كبيرة للزوجين، فالأمومة أو الأبوة هي فطرة وضعها المولى - عزَّ وجلَّ - لدى البشر، وهي مناط الحياة، ولا توجد حياة دون نسل، وبالفعل وجد الباحث أن هناك مشكلة وتفشيًّا لتلك الظاهرة، وهو ما دعاه لدراستها ووضع حلول للحد من آثارها الضارة في النهاية.
تلميح للنتائج البحثية: والتلميح لنتائج البحث في المقدمة ليس من القواعد الأساسية في نموذج عناصر خطة البحث العلمي، فلا يضير الباحث عدم فعل ذلك في شيء، غير أن بعض الباحثين يفعلون ذلك من باب التشويق العلمي، ومنح المُقيمين لمحة عن ما قدموه من مجهودات؛ من خلال تضمين اليسير من النتيجة النهائية بالمقدمة.
الاستعانة بالقرآن الكريم أو الأحاديث: ففي ذلك إضفاء لجو روحاني على المقدمة، وخاصة في ظل توافق ما يستعين به الباحث مع مضمون البحث.

الفروض أو الفرضيات:

فروض البحث أو فرضياته من أهم عناصر نموذج خطة البحث، وهي تعبر عن الجدل الدائر في متن البحث بعد المقدمة، وكذلك هي المعبر عن التطلعات والأمنيات التي يبحث عنها الدارس أو الطالب، وعن طريق ذلك يصوغ الباحث بعض الجمل التي تحمل بداخلها مكامن المشكلة، والتي سوف تسهم في الوصول للنتائج، ووضع الحلول النهائية.

فعلى سبيل المثال: في حالة كون البحث يتعلق بظاهرة العقم عند الرجال والنساء، فمن الممكن أن تكون الفروض كما يلي:

علاقة التخلف الطبي بظاهرة العقم عند الرجال والنساء.
علاقة الجهل الثقافي بمشكلة العقم عند الرجال والنساء.

تعليق على الفرضيات السابقية:

ما أوردناه هو نبذة بسيطة لما يمكن أن يسوقه الباحث من فرضيات، وعلى غرار ذلك يمكن وضع الكثير من الفرضيات المعبرة عن تلك المشكلة.
ويظهر من الفرضيات التي تم طرحها مُسبقًا، التطلعات التي يرغب الباحث في إثباتها، وهي وجود مشاكل ملموسة على أرض الواقع أدت إلى حدوث مشكلة العقم عند الرجال والنساء، وبعد الدراسة يتم وضع نتائج واقعية وأرقام لقياس المشكلة كميًا.
من خلال الفرضيات يبدأ الباحث في اختيار عينة الدراسة؛ من أجل الوقوف على السبب أو مجموعة الأسباب التي أدت إلى حدوث مشكلة العقم.
بعد أن يثبت الباحث المشكلة يبدأ في وضع النتائج وصياغتها؛ عن طريق القرائن الرقمية التي توصل إليها.

نتائج البحث:

وهي صياغة لجميع ما توصل إلى الباحث من نتائج بعد سوق الفرضيات في بداية عناصر نموذج خطة البحث العلمي، ومن ثم جمع الأدلة المعلوماتية التي تثبت صحتها من عدمه، وبذلك يكون الباحث قد وضع يده على لب المشكلة أو الظاهرة، ومن تلك المرحلة يبدأ في العلاج، ووضع التوصيات.

التوصيات البحثية:

التوصيات البحثية من الأمور المهمة التي يجب أن تتضمنها عناصر نموذج خطة البحث العلمي، وهي عبارة عن رأي الباحث الشخصي؛ من خلال دراسته وتعمقه في مشكلة الدراسة، وبالتالي تعرفه على أسباب المشكلة، وبناءً على ذلك يتم وضع التوصيات التي تتضمن الحلول المباشرة للمشكلة، فعلى سبيل المثال حل مشكلة العقم عند الرجال والنساء، يمكن أن يتمثل في التطوير الطبي بمنظور الباحث، وكذلك نشر الوعي الثقافي المجتمعي... إلخ.

وفي الخاتمة:

نرجو أن نكون قد أجلينا جميع عناصر نموذج خطة البحث من خلال الأمثلة العملية لتوضيح الفكرة للقارئ.

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا