كيفية إعداد استمارة الاستبيان
كيفية إعداد استمارة الاستبيان
يتطلب البحث العلمي الإحاطة الكاملة بجميع المعلومات والبيانات ذات الصلة بموضوع البحث، وتلك العملية ليست سهلة بالمرة، بل إنها تتطلب الاطلاع على عديد من المصادر والمؤلفات السابقة التي يستخدمها الباحث لنقل التصور الكامل للدراسة، وذلك ليس المصدر الوحيد للمعلومات، فهناك معلومات تدعم أو تنفي الفرضيات ينبغي أيضًا أن يسوقها الباحث من خلال العينات الدراسية، ويتم ذلك من خلال مجموعة من الأدوات البحثية، والتي تتمثل في الاستبيان أو الاختبارات أو المقابلات... إلخ، ولكل نوعية من الأبحاث أو الدراسات العلمية ما يناسبها من أدوات، وسوف نستعرض بعض الأطروحات العامة المتعلقة بالاستبيان، وفي الخاتمة سوف نتعرف على جميع التفاصيل المتعلقة بكيفية إعداد استمارة الاستبيان.
ما تعريف استمارة الاستبيان؟
استمارة الاستبيان عبارة عن نموذج يشتمل على مجموعة من الأسئلة التي يصوغها الباحث وفقًا لرؤيته، هادفًا بذلك جمع المعلومات الرقمية أو الوصفية عن عينة من الأفراد، يقوم الباحث باختيارها حسب طبيعة الدراسة.
ما طبيعة الأبحاث التي يناسبها استخدام أداة الاستبيان؟
- تناسب أداة الاستبيان الأبحاث العلمية المتعلقة بدراسة مشكلات الإنسان، مثل الطلاق أو العنوسة أو الأمراض السلوكية... إلخ، وذلك على خلاف الأبحاث الأخرى التي تتعلق بظواهر طبيعية أو تجارب علمية، حيث يلزمها أدوات بحث أخرى مثل الاختبارات أو الملاحظات.
- ويمكن أن نقول إن أداة الاستبيان تناسب الأبحاث الوصفية بصورة أكبر من الكمية، وذلك على الرغم من إمكانية استخدامها في النوعين.
كيفية إعداد استمارة الاستبيان؟
أولًا: تحديد مجموعة البيانات والمعلومات:
عند إعداد استمارة الاستبيان يجب علي الباحث أن يحدد كمية وطبيعة المعلومات التي يرغب في الحصول عليها، وذلك وفقًا للأهداف المطلوبة من البحث العلمي، وطبيعة الفرضيات المنبثقة من الأهداف.
ثانيًا: اختيار نوعية الاستبيان المستخدم: اختيار نمط الاستبيان من الأمور المهمة عند إعداد استمارة الاستبيان، ويوجد عديد من الأنواع، ومن بينها:
الاستبيان المفتوح: وهو عبارة عن طرح مجموعة من الأسئلة التي تتطلب الإجابة بشكل مفتوح دون التقيد بنماذج إجابة محددة، وذلك النوع يلجأ إليه الباحث في حالة الحاجة لكم كبير من المعلومات حول مشكلة عميقة ومبهمة، ولها كثير من الأبعاد، حيث إنه وفقًا لذلك يقوم المفحوصون بالإجابة والتعبير عن رأيهم الشخصي بشكل موسع، غير أن الاستبيان المفتوح يلزمه وقت كبير فيما بعد عند القيام بعملية تصنيف البيانات، أو وضعها في تبويبات تمهيدًا للقيام بتحليلها يدويًّا أو إلكترونيًّا من خلال برامج الحواسب الإحصائية، وفي مقدمتها برنامج spss.
مثال على أسئلة الاستبيان المفتوح: ما رأيك في الزواج المبكر للنساء؟ هل هناك تأثير للتعليم في زواج الفتيات؟
الاستبيان المغلق: من الأنماط التي يستخدمها بعض الباحثين عند إعداد استمارة الاستبيان، ويطلق عليه البعض اسم الاستبيان المحدد الإجابات، وفيه يضع الباحث الأسئلة مع مجموعة من الإجابات الاختيارية لكل سؤال، وتلك النوعية من الاستبيانات سهلة في طريقة إعدادها، ولا تتطلب وقتًا زمنيًّا كبيرًا لإجابة المفحوصين، وكما سبق وأن أسلفنا ذكرًا فإن لكل باحث حرية اختيار نوعية الاستبيان، وفقًا للمعلومات التي يرغب في جمعها، وطبيعة عينة الدراسة المختارة.
مثل على اسئلة الاستبيان المغلق:
هل توافق على الزواج المبكر للنساء؟ موافق ( ) غير موافق ( )
هل هناك تأثير للتعليم في زواج الفتيات؟ نعم يوجد ( ) لا يوجد ( )
الاستبيان المتنوع: وهو النوع الشائع استخدامه عند إعداد استمارة الاستبيان، وهو عبارة عن نموذج من الاستبيانات التي تتطلب صياغة أسئلة مفتوحة ومغلقة في الوقت نفسه، وقد يرى الباحث أن هناك بعض الأسئلة التي لا تحتاج إلى التوسع في الإجابة، لذا يضع نمط مغلق، والبعض الآخر من الأسئلة يتطلب الإجابة باستفاضة دون قيد لذا يضع نمط أسئلة مفتوح، وبذلك يجمع بين مزايا النموذج المغلق، والمفتوح في آنٍ واحدٍ.
مثال لكيفية صياغة أسئلة عند إعداد استمارة الاستبيان:
في حالة كون الأهداف الخاصة بالبحث تتعلق بالتعرف على تأثير الهواتف الجوالة على مذاكرة الطلاب، فتكون البيانات المراد جمعها عبارة عن أسئلة تستهدف معرفة مدى انشغال الطالب بالهاتف الذي يملكه، وعدد ساعات استخدام الهاتف، بالإضافة إلى عدد ساعات المذاكرة بشكل يومي، وهل للهاتف تأثير على الاستماع الدروس في المحاضرات اليومية.. إلى ما غير ذلك من أسئلة، وفي النهاية يضع الباحث يده على المعلومات والحقائق التي يمكن أن يستقي منها مدى تأثير الهاتف على الحياة الدراسية، سواء كان سلبيًّا أو إيجابيًّا، وجدير بالذكر أنه يمكن صياغة تلك الأسئلة في شكل استبيان مغلق أو مفتوح أو الاثنين معًا.
ثالثًا: تحديد وسيلة إرسال الاستبيان: أثناء مراحل إعداد استمارة الاستبيان يجب على الباحث أن يضع في اعتباره طريقة إيصال الاستمارة للمفحوصين، ويوجد عديد من الوسائل كما يلي:
- عن طريق التسليم باليد: قد يقوم الباحث بتقديم استمارات الاستبيانات؛ من خلال مقابلته للمبحوثين، ومن ثم يقوم بتوزيع النماذج عليهم، وينتظر لحين الانتهاء من الإجابة، ثم يقوم بجمع الأوراق مرة أخرى، وتلك الطريقة لها جوانب إيجابية متعددة، حيث إن الباحث يتعرف على الانطباعات التي تظهر على جموع المبحوثين عند تدوين إجاباتهم، كما أن تلك الطريقة يصاحبها الاهتمام بالإجابة من جانب المبحوثين، غير أنها قد تتطلب التوجه إلى أماكن بعيدة لحين الالتقاء بعينة الدراسة، وبالتالي نفقات كبيرة.
- عن طريق البريد: يمكن أن يتم إرسال نماذج استمارات الاستبيان عبر البريد العادي، ومن ثم إجابة المبحوثين عن الأسئلة، وإعادتها مرة أخرى بالبريد، وعلى الرغم من أن تلك الطريقة أقل تكلفة من الطرق السابقة، فإنها لها بعض العيوب وفي مقدمتها عدم اهتمام المبحوثين بإعادة الاستمارات مرة أخرى، وكذلك عدم الاهتمام بالإجابة بشكل أمثل، وطول المدة لحين جمع الاستمارات مرة أخرى، وإمكانية فقدان عدد من الاستبيانات.
- عن طريق المواقع الإلكترونية: وتعد تلك الطريقة هي الأسلوب المثالي عند إعداد استمارة الاستبيان في الوقت الحالي، ويمكن القيام بذلك من خلال الاستعانة بأحد المواقع الإلكترونية، وعرض نموذج الاستبيان، ومن ثم قيام المبحوث بالإجابة، والرد على البريد الإلكتروني للباحث العلمي، كما يمكن التعامل بشكل شخصي مع كل مبحوث عن طريق كثير من التطبيقات المتعلقة بالتواصل الاجتماعي، مثل الماسنجر أو الإنستجرام.. إلخ، وتلك الطريقة ذات تكلفة مناسبة للباحث العلمي.
ثانيًا: تحديد الوقت الزمني لاستمارة الاستبيان: يتطلب الاستبيان الإجابة عن مجموعة من الأطروحات أو الأسئلة، وبناءً على ذلك ينبغي أن يقوم الباحث بوضع وقت زمني كافٍ لقيام المبحوث بفهم طبيعة الأسئلة، ومن ثم الإجابة عنها، ويعد ذلك من الأمور المهمة عد إعداد استمارة الاستبيان.
رابعًا: تعريف المبحوثين بأهمية الاستبيان: وتلك المرحلة على درجة كبيرة من الأهمية في إعداد استمارة الاستبيان، فقبل أن يتم طرحه للمفحوصين، ينبغي على الباحث أن يقوم بتوضيح أهمية البحث العلمي الذي يقوم به، وما تأثيره على المجتمع بشكل عام، وكيف سيكون سبيل لحل مشكلة مستعصية... إلخ، ومن هذا المنطلق يتأهب المفحوص للإجابة بشكل نموذجي وشامل لإثراء البحث العلمي.
خامسًا: تجربة أسئلة الاستبيان قبل الاستخدام:
وهي من الأمور الضرورية عند إعداد استمارة الاستبيان، والهدف من ذلك هو ضمان نجاح الاستبيان، وعدم وجود أي سلبيات فيه قد تؤثر على النتيجة البحثية في المستقبل، ويمكن أن يقوم الباحث بذلك من خلال اختيار 15 فردًا، ويقوم بطرح الاستمارة عليهم، وبعد ذلك يتعرف على جدوى الأسئلة، ومدى فهم المبحوثين واهتمامهم بالإجابة، وفي حالة وجود عيوب في التجربة يقوم بتعديل نمط الأسئلة المعيبة، قبل الطرح النهائي لاستمارة الاستبيان.
وفي الخاتمة، نرجو أن نكون قد أوضحنا جميع ما يتعلق بكيفية إعداد استمارة الاستبيان بشكل مفصل ودقيق.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات