كيف تصوغ الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه
كيف تصوغ الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه
الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه هو الطريقة التي يتبعها الباحث للتعبير عن مشكلة الدراسة، والتعرف على أسباب نشأتها، وتحليلها بطريقة علمية، وذلك عبر مجموعة من المراحل المرتبة ترتيبًا منهجيًا، والتي تبدأ بمقدمة الرسالة، وتنتهي بوضع التوصيات والمقترحات، وسوف نتعرف في هذا المقال على إجابة سؤال كيف تصيغ الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؟، والهدف من ذلك هو كتابة الرسالة دون أي سلبيات قد تكون معوقًا في سبيل الحصول على التقييم المُناسب من جانب لجنة المناقشين.
ما مفهوم الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؟ وما وجهات النظر المختلفة في ذلك؟
- الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه بشرح مبسط عبارة عن: "التدوينات والكتابات التي تبدأ بالمقدمة، وتنتهي بسوق مجموعة من التوصيات التي تمثل حل الإشكالية العلمية للرسالة".
- يرى البعض أن الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه يبدأ من وضع الفرضيات وحتى الوصول للتوصيات، والبعض الأخر يرى أن الإطار النظري يتمثل في الأبواب والفصول والمباحث، بالإضافة إلى الدراسات السابقة.
- غير أن ذلك المفهوم قد يشوبه القصور، فالرؤية والوحدة بالنسبة للبحث العلمي بوجه عام لا تقبل التقسيم بالنسبة للإطار النظري من بداية الرسالة العلمية وحتى نهايتها، مع الأخذ في الاعتبار أهمية بعض الأجزاء عن الأخرى.
ما الخطوة التي تسبق الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؟
يسبق الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه اختيار الموضوع أو المشكلة العلمية، وطريقة الاختيار تختلف فيما بين الجهات الدراسية، فهناك بعض الجهات التي تتيح كامل الحرية للدارس في تقديم الموضوع العلمي دون أي تدخلات، وهناك جهات أخرى تلزم الدارس بتقديم مجموعة من الموضوعات التي يراها مناسبة، ومن ثم يتم اختيار الموضوع النهائي من جانب الجامعة، عن طريق لجنة مُشكلة من بعض المشرفين والخبراء العلميين، وسواء قام الطالب بتقديم الرسالة، أو تم اختيارها من جانب الجامعة فمن المهم مراعاة أن تكون الرسالة لها مغزى وهدف من الناحية العلمية والاجتماعية، ويجب أن تكون ذات مصادر معلوماتية متنوعة؛ حتى يستطيع الباحث أن يجد البيانات التي يسوقها داخل الرسالة العلمية.
كيف تصيغ الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؟
صياغة عنوان الرسالة: وعنوان الرسالة هو بداية الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه وهو المُعبر عن القضية العلمية، وينبغي أن يكون العنوان وثيق الصلة بجميع ما تتطرق إليه الرسالة، فعلى سبيل المثال لا ينبغي أن يسوق البحث عنوان عن: "التلوث البيئي المعاصر"، ونجد ضمن متن البحث أي جزء يتحدث عن موضوع مغاير، كأن يسوق الباحث بابًا عن أنواع المعادن أو الأحياء المائية... إلى ما غير ذلك من عناصر عديمة الصلة بالعنوان.
صياغة المقدمة: صياغة المقدمة هي الخطوة التي تلي العنوان في الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه، ويجب أن تكون مقدمة الرسالة ذات دلالة واضحة ومعبرة عن أهمية الرسالة العلمية مع الاختصار في العرض، كذلك ينبغي أن تتضمن الأسباب التي جعلت الباحث يسوق ذلك الموضوع، ويجب أن يُظهر الباحث في المقدمة مدى قدرته على تقديم بحث لائق، من حيث الترتيب والتنظيم، وللمقدمة دور كبير في الترويج والتسويق بالنسبة للبحث فيما بعد عند نشر الرسالة على موقع الجامعة، أو في حالة تحويلها إلى كتاب؛ لذا ينبغي الاهتمام بها قدر الإمكان.
صياغة متغيرات البحث:
- متغيرات البحث من أبرز عناصر الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؛ فهي المكون الرئيسي للفرضيات العلمية التي يعبر عن طريقها الباحث عن حل معين للمشكلة من خلال المعلومات التي يمتلكها، غير أن ذلك يكون في طور التجريب، فقد تكون الفرضية صحيحة أو خاطئة، و يتم اكتشاف مدى جدوى الفرضية أو الفرضيات عبر مراحل الرسالة.
- فعلى سبيل المثال في حالة كون موضوع البحث العلمي يتكلم عن "التلوث البيئي المعاصر"، ولا شك في أن في ذلك إشكالية علمية، رأى الباحث أن يصوغها في صورة رسالة علمية، وتراءى له أن يضع الفرضية التالية: "هل هناك علاقة بين التلوث البيئي والتكنولوجيا؟، أو هل للتطور العلمي دور في التلوث البيئي؟".
- ماذا ينبغي على الباحث فعله حيال تلك الفرضية: يبدأ الباحث في البحث عن العلاقة بين التلوث البيئي والتكنولوجيا، ومن خلال الأرقام التي تثبت مدى تأثر البيئة بالملوثات في ظل التطورات الحديثة، يَثبت للباحث بما لا يدع مجالًا للشك أن تلك المشكلة موجودة وتتفاقم عامًا بعد آخر، ومن خلال ذلك يضع توصيات أو مقترحات للحد من مشكلات التلوث.
الدراسات والمراجع السابقة:
- وهي من أكثر العناصر تأثيرًا في صياغة الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه، ودونها لن يتوافر أي مادة علمية للبحث، ومهما كانت المعلومات التي توجد بحوزة الدارس، فلن يثنيه ذلك عن الحاجة للاطلاع على معلومات أخرى تتعلق بالرسالة.
- يجب على الباحث العلمي أن يتأكد من صحة البيانات التي توجد في المراجع أو الكتب التي يطلع عليها، مع الاهتمام باقتباس ما يهم الباحث من أجزاء ذات صلة بموضوع الرسالة، واستبعاد الأخرى.
- الاهتمام بالموضوعية وعدم الميل للآراء الشخصية فيما يتم اقتباسه من معلومات تلائم وجهة نظر الباحث فقط، فينبغي التنويع وصياغة عديد من وجهات النظر.
- يجب على البحث أن يقوم بتلخيص الدراسات السابقة التي اطلع عليها، مع توثيق المراجع في رسالة الماجستير والدكتوراه، ومن أشهر طرق التوثيق طريقة الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وطريقة هارفارد، وطريقة جميعه اللغات الحديثة.
تعريف المصطلحات الدراسية: وهي عبارة عن مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بنوعية الرسالة العلمية، فعلى سبيل المثال في حالة كون الرسالة تتحدث عن الكهرباء الساكنة، فهنا يجد البحث نفسه أمام مجموعة من المفاهيم العلمية، وينبغي أن يقوم بتعريفها، والهدف من ذلك أن رسالة الماجستير والدكتوراه عامة يطلع عليهما كثير من القراء، وأغلبيتهم لا توجد لديهم المعلومات العلمية الكافية لإدراك طبيعية تلك المفاهيم،؛ لذا ينبغي تعريفها بوضوح.
اختيار المنهج العلمي في الرسالة: وهو الأسلوب المتبع لدراسة طبيعة مشكلة الرسالة، ويعد ذلك من العناصر المهمة في الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه، وهناك عديد من الطرق المتبعة في ذلك مثل:
- المنهج الوصفي: الذي يهدف إلى التعرف على صفات وسلوك معينة بالنسبة للأفراد أو للظواهر الطبيعية.
- المنهج الاستدلالي: الذي يتعامل مع الجزئيات، وفي حالة الوصول للنتائج يتم التعميم على مجتمع الدراسة بأكمله.
- المنهج الاستقرائي: الذي يدرس الظاهرة البحثية بتعمق في فترات ماضية، والتنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل، وعن طريق ذلك تتم حماية المجتمع من الظواهر ذات التأثيرات السلبية.
- المنهج التجريبي: الذي يستخدم في الغالب في الأبحاث العلمية؛ للتعرف على إمكانية التطبيق على أرض الواقع.
وضع نتائج الدراسة: تعد نتائج الدراسة بمثابة الخلاصة التي يتوصل إليها الباحث بالإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه؛ وتتم كتابتها في ضوء الأدلة والبراهين الوصفية والكمية المنطقية، والتي قد توافق الفرضيات المثبتة أو تنفيها، ويجب أن تتم كتابة النتائج في فقرات مرتبة، ومن المُحبذ أن يكون ذلك بنفس ترتيب التساؤلات العلمية أو الفرضيات.
المقترحات والحلول: وهي تعني التوصيات التي يقوم الباحث بتدوينها بنهاية البحث، وهي من أهم أجزاء الإطار النظري في رسالة الماجستير والدكتوراه، وهي التي تظهر مدى براعة الباحث في ابتكار الحلول المناسبة لمشكلة الرسالة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات