خطة بحث في الهندسة المعمارية
دراسة الهندسة المعمارية من بين التخصصات الدراسية المهمة، وخاصةً في الوقت الحالي، ومن بين الإيجابيات التي نلحظها جميعًا تطلع كثير من الباحثين نحو الانتظام بالدراسات العُليا، حيث ارتفعت نسبة الإعداد بصورة كبيرة؛ نظرًا لحاجة الدارسين لمعرفة المعلومات الحديثة في ذلك المجال، ومن ثم ارتقاء منصب جامعي مهم، أو حصولهم على إحدى الوظائف المتميزة، سواء في الداخل أو الخارج، وخطة بحث في الهندسة المعمارية يُقصد بها مجموعة من العناصر المرتبة، والتي يقوم بوضعها الباحث من أجل السير على نهجها عند إعداد الرسالة العلمية، وسوف نستعرض في هذا المقال كيفية عمل ذلك.
ما أهمية إعداد خطة بحث في الهندسة المعمارية؟
- خطة بحث في الهندسة المعمارية دليل ومرشد للطالب في كل خطوة يخطوها في البحث العلمي.
- خطة بحث في الهندسة المعمارية تساعد في ترتيب البحث وفقًا لخطوات منظمة، ومن ثم الوصول لنتائج بناءة تساعد في حل الإشكالية التي يبلورها الباحث في متن البحث.
- خطة بحث في الهندسة المعيارية إحدى أدوات التقييم التي تتابعها لجنة التقييم عند مناقشة الرسالة العلمية في نهاية الدراسات العُليا.
- خطة بحث في الهندسة المعمارية وسيلة لتقويم أي أخطاء قد تحدث عند كتابة الأقسام.
ما مصادر المعلومات بالنسبة للباحث عند إعداد خطة بحث في الهندسة المعمارية؟
تتنوع مصادر المعلومات التي يُمكن أن يطلع عليها الباحث في سبيل الحصول على المعلومات والبيانات التي تلزمه في إعداد خطة بحث في الهندسة المعمارية، ومن أبرزها ما يلي:
- الكتب والمؤلفات السابقة: ويُطلق عليها البعض الدراسات السابقة، وهي من أهم مصادر المعلومات عند إعداد خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويوجد عدد لا حصر له من الكتب في مجال الهندسة المعمارية، غير أنه وجب على الباحث أن يُكوِّن مفهومًا جديدًا، وليس مجرد سرد لما سبق تفصيلة في رسائل أخرى.
- شبكة المعلومات (الإنترنت): تُعد شبكة الإنترنت من بين أهم مصادر خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويجب على الطالب الذي يبحث عن معلومة من خلال محركات بحث شبكة الإنترنت أن يكون حريصًا؛ نظرًا لأن هناك معلومات غير صحيحة توجد على شبكة الإنترنت، ويستطيع الباحث أن يرجع إلى المشرف أو الكتب الأساسية؛ للتأكد من مصداقية تلك المعلومات.
- المجلدات العلمية: يُوجد كثير من المجلدات العلمية في مجال الهندسة المدنية، ويُمكن أن يكون ذلك مصدرًا معلوماتيًّا مهمًّا لخطة بحث في الهندسة المعمارية، وجدير بالذكر أن المكتبات في الجامعات تحوي مئات المجلدات من تلك النوعية، ويُمكن أن يطالعها الدارس أو الباحث.
كيفية عمل خطة بحث في الهندسة المعمارية؟
تُعد خطة بحث في الهندسة المعمارية متخصصة، وتختلف عن غيرها من الأبحاث النظرية، أو حتى العلمية المتعلقة بالتخصصات الأخرى، ويجب أن يتم وضعها بعناية بناءً على معلومات مستفيضة تتعلق بالموضوع المُراد سوقه في البحث، ويجب أن يكون الموضوع جديدًا من حيث الطرح، ولم يتطرق إليه أحد من قبل، وخطوات الخطة كما يلي:
- العنوان: يجب أن يكون العنوان في خطة بحث في الهندسة المعمارية معبرًا عن القضية المطروحة في البحث دون وجود أي تداخلات أو جوانب أخرى على غير ذي صلة، ويجب أن يكون الباحث محددًا في ذلك، ومن المهم ألا توجد إطالة في العنوان ومن الممكن أن يكتفي الطالب بعدد كلمات لا يتجاوز 15 كلمة، ويجب أن يشمل العنوان متغير البحث الأصيل، وعلى سبيل المثال يُمكن أن يكون العنوان (دراسة حديثة حول العمارة الإسلامية)، ومن هنا نجد أن المتغير الرئيسي الذي يتبلور حوله فكرة البحث هو العمارة الإسلامية.
- المقدمة: والمقدمة جزء أصيل من خطة بحث في الهندسة المعمارية، ومن المهم بدأ المقدمة بجملة جيدة من حيث البناء، ويستتبع الباحث ذلك بأهمية الدراسة، أو السبب في ذلك الطرح، والذي يتمثل في سؤال: لماذا رأى الباحث أن ذلك الموضوع مهم في فحواه؟ وفي نهاية مقدمة البحث يوضح الباحث نوعية منهج البحث العلمي الذي اتبعه، سواء المنهج الاستنباطي أو التجريبي أو الكمي أو التاريخي أو الاستقرائي.... إلخ، فمثلًا يعد المنهج التاريخي والاستقرائي هما المناسبان لقضية العمارة الإسلامية، أما بالنسبة للأطروحات الأخرى، والتي تتضمن جوانب فيزيائية أو رياضية، فالمنهج التجريبي هو الأرجح.
- أهداف البحث: لكل بحث هدف معين أو مجموعة من الأهداف حسب ما يراه الباحث، ويُعد ذلك جزءًا مهمًّا من خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويُمكن أن يتمثل ذلك في سؤال: ما الذي أريد أن أصل إليه في نهاية البحث؟ ويجب أن يكون ذلك بشكل واضح دون وجود أي عبارات مبهمة تضع القارئ أو المقيم في حيرة، وفي حالة وجود مصطلحات علمية في الأهداف يجب أن يقوم الباحث بتعريفها في الهوامش.
- فرضيات أو أسئلة البحث: ويُعد ذلك الجزء من أهم أجزاء خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويجب أن تمتد الفرضيات أو الأسئلة لتشمل جميع الأفكار التي يريد أن يدرسها الباحث، ومن المهم أن تظهر المتغيرات الثابتة والتابعة بوضوح، وبناءً على ذلك يتم الانطلاق في كتابة متن البحث أو محتواه.
- متن البحث: وهو الجزء الذي تظهر فيه التفصيلات والشروحات المتنوعة التي تدور حول الفكرة والفرضيات أو الأسئلة، وهو من بين الأجزاء الأساسية في خطة بحث في الهندسة المعمارية، حيث يتم تقسيم المتن حسب حاجة الباحث فهناك من يقسمه إلى أبواب وفصول، والبعض الأخرى يرغب في التوسع فيتم تقسيم البحث إلى أبواب وفصول ومباحث وربما مطالب، ويكون ذلك وفقًا لحجم البحث أو على حسب شروط الجهة الدراسية، ويجب على الباحث أن يبتعد عن أي تكرارات في المتن، وأن تبدأ أجزاء المتن بالأهم ثم المهم، ويجب أن يحمل كل باب أو فصل أفكار جديدة ومختلفة عن سابقيه.
- النتائج: وهي مناط البحث برمته، ومن بين أبرز عناصر خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويجب أن تكون بناءً على معلومات تم تأكيدها وفقًا لأرقام وثوابت، وقد يستخدم في ذلك التحليل الإحصائي بناءً على البيانات الموثقة في متن البحث أو ما أفرزته أدوات البحث العلمي من معلومات، ومن المهم أن يسوق الباحث النتائج بأسلوب مرتب وفي فقرات؛ كي يسهل على المناقشين تقييم ذلك.
- التوصيات والمقترحات: وهي من أكثر عناصر خطة بحث في الهندسة المعمارية أهمية، وهي محل اهتمام لفريق تقييم الرسالة، ويقصد بها مجموعة الحلول التي يراها الباحث مفيدة في علاج مشكلة أو خلل معين، ومن المهم أن ترتبط بالنتائج والفرضيات والأهداف، ويجب أن تكون قابلة لتطبيقها في ضوء الظروف البحثية والمجتمعية.
- الخاتمة: وهي نهاية رحلة البحث العلمي، وتمثل المرحلة الأخيرة في خطة بحث في الهندسة المعمارية، وتتم كتابتها في صفحة، ويعبر فيها الباحث بتواضع عن ما قام به من مجهود بهدف تقديم ما يفيد المجال العلمي.
- المراجع أو المصادر: بند المراجع عنصر أساسي في خطة بحث في الهندسة المعمارية، ويجب أن يلتزم الباحث بما تُمليه جهة الدراسة من شروط في ذلك، أو يُمكن متابعة المشرف فيما يقدمه من مقترحات وتوصيات فهو الأقدر على مساعدة الطالب، غير أنه وبوجه عام هناك أكثر من طريقة لتوثيق مراجع أو مصادر البحث، وفي حالة عدم تقييد الطالب بطريقة معينة من جانب جهة الدراسة فيمكن أن يستخدمه طريقة الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA، وفي ذلك يقوم بكتابة المراجع في هوامش البحث، وعند الانتهاء من البحث يقوم بتدوينها جميعًا ومُسلسلة أبجديًّا.
وفي نهاية موضوعنا خطة بحث في الهندسة المعمارية يجدر بنا الإشارة إلى أهمية التفكير والإبداع في الرسالة العلمية؛ فالباحث العلمي ليس كاتبًا أو ناقلًا لما يدونه الآخرون، بل إنه يحمل على عاتقه آمال وأحلام المجتمعات في سبيل التنمية والرفاهية؛ من خلال ما يقدمه من أطروحات جديدة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات