عناصر خطة البحث
عناصر خطة البحث تُمَثِّل مُكَوِّنات أساسية يشملها أي بحث، أو رسالة علمية، وبداية وقبل الضُّلوع في توصيف شامل لتلك المُكَوِّنات، يجب الإشارة إلى أوجه الأهمية من الأبحاث العلمية، التي أصبحت تُشكِّل عُنصرًا رئيسيًّا في مدى تفوُّق دولة على أخرى، وخاصَّةً الأبحاث الإبداعية، التي تُسهم في تجاوز كثير من المشاكل في الحياة، سواء أكانت أبحاثًا إنسانية أو تطبيقية، والتخصصية في ذلك مهمة؛ حتى نستطيع أن نخلُص إلى نتائج صحيحة، وَمِنْ ثَمَّ فائدة ذات قيمة من هذه الأبحاث، مع أهمية التطبيق في الواقع العلمي، والذي يُعَدُّ فارقًا، فما الفائدة التي تعود علينا من نظم أبحاث ورسائل علمية، وتجد صدى واسعًا، وثناءً من جانب المُقيِّمين والقارئين، وفي النهاية لا تجد من ينفذها واقعيًّا، لذا وجب مُعالجة تلك الإشكالية، والاستفادة من الأبحاث المُقدمة من الدارسين قدر المُستطاع، وفيما يلي سنستعرض عناصر خطة البحث بالتفصيل.
ما أهم عناصر خطة البحث؟
تتمثَّل عناصر خطة البحث فيما يلي، وسنخصص فقرة لشرح كل عنصر على حدة:
عنوان البحث: بعد انتهاء الباحث من اختيار موضوع الرسالة، وفقًا لرغباته، ينبغي وضع عنوان، ويُعَدُّ ذلك من أبرز عناصر خطة البحث، وهناك معايير لجودة العنوان، وفقًا لما حضَّ عليه الخُبراء، ومن بينها كتابته بأسلوب مُوجز بين 10-15 مفردة، وذلك يأخذنا إلى توضيح الفرق بين الفقرة والعنوان، فالفقرة عبارة عن شرح لجزئية معينة، والعنوان عبارة عن مجموعة من الكلمات التي تُعَبِّر عن موضوع شامل، والهدف من ذلك هو تعرُّف القُرَّاء على طبيعة المُحتوى، ومن بين الشروط الأخرى لجودة عنوان البحث؛ أن يكون بعيدًا عن التشابه مع عناوين الأبحاث الأخرى، وأن يتضمن المتغيرات المُتَعَلِّقة بالبحث.
مقدمة البحث: لا بد أن يفتتح أي باحث علمي بحثه أو رسالته بكتابة مقدمة، والتي تُعَدُّ من بين عناصر خطة البحث الرئيسية، وينبغي مُراعاة المعايير اللغوية الصحيحة في كتابتها، وَمِنْ ثَمَّ تجنب الأخطاء بشقيها النحوي والإملائي، والمقدمة تتضمَّن معلومات أساسية عن موضوع البحث، مع الإشارة لسبب اختيار الموضوع البحثي عن غيره من الموضوعات الأخرى، وهناك مجموعة من الباحثين يقومون بتضمين المقدمة بنوع منهج البحث العلمي، غير أن هناك توجُّهات أخرى؛ حيث يقوم البعض بتخصيص فقرة مستقلة لمنهج أو مناهج البحث العلمي المُستخدمة.
مشكلة الدراسة: مشكلة الدراسة من بين عناصر خطة البحث، ويهدف الباحث من كتابتها توضيح المحور الأساسي للبحث، وتكتب في مجموعة من الفقرات المختصرة، وحجمها لا يزيد على صفحة أو أقل.
منهج البحث العلمي: البحث العلمي يتطلَّب دقَّة وترتيب في التنفيذ، ومناهج البحث العلمي تُساعد الباحث في تحقيق ذلك، وهي من عناصر خطة البحث الضرورية، وتتمثَّل في مجموعة من الأساليب التي فصَّلها خُبراء الأبحاث، ويحضرني في ذلك لعبة الكونغو القتالية، والتي تتضمَّن أساليب مختلفة، مثل: أسلوب النمر، وأسلوب الأفعى، وأسلوب الأسد، والهدف في النهاية من هذه الأساليب واحد، وهو مواجهة المنافسين، والتغلُّب عليهم، وذات الأمر بالنسبة لمناهج البحث العلمي، فإن هدفها هو الوصول لنتائج دقيقة، ووفقًا لمضمون البحث، وهناك مناهج علمية تناسب الأبحاث النظرية، مثل المنهج الوصفي والتاريخي، ومناهج تناسب الأبحاث المعملية، مثل المنهج التجريبي، غير أن ذلك غير عمومي، ويُمكن استخدام مناهج علمية متباينة في مختلف أنماط الأبحاث، وكذا يُمكن استخدام منهج أو أكثر في نفس الدراسة.
حدود الدراسة: تتضمَّن حدود الدراسة بنودًا عديدة، وهي تتمثَّل في الحدود الموضوعية، بمعنى موضوع الدراسة المحدد من جانب الباحث، ولذلك أهمية، حيث يجب ألا يخرج الباحث عن الطرح، وكذلك الحدود المكانية، والتي تعبر عن مكان إجراء البحث، والحدود الزمانية، والتي تعبر عن توقيت إجراء البحث، وعيِّنة البحث، والتي تُمثِّل ما يختاره الباحث من أفراد كي يساعدونه في بلوغ المعلومات المطلوبة، وفي ضوء موضوع البحث، وتوجد طُرُق عديدة لاختيار العينة، وأبرزهما طريقة العينة المنتظمة والعينة العشوائية، وعدد أفراد العينة يتوقف على وجهة نظر الباحث.
أدوات البحث: وأدوات البحث العلمي من بين عناصر خطة البحث، وهناك أدوات متعددة، وأبرزها كل من: الاستبيان، وبطاقة المُلاحظة، والمُقابلة، ولكل وسيلة مما سبق ذكرها أسلوب في التنفيذ، وطريقة محددة في الاستخدام، كما يندرج تحت كل طريقة أكثر من نوع، وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ نجد أن الاستبيان يتنوع إلى استبيان مفتوح أو مغلق أو متعدد.. إلخ.
أهمية الدراسة: لكل دراسة أوجه أهمية يراها الباحث أولًا؛ وينبغي أن يفصل سبب اختياره للموضوع البحث، وبعد ذلك يُقيِّمه المُناقشون في مدى صوابه من عدمه، ولكي ينال الباحث الثناء من الجميع، وجب أن يتناول قضية مهمة، وحبَّذا لو كانت فريدة، ولم يتناولها السابقون، وبند الأهمية من عناصر خطة البحث المحورية.
أهداف الدراسة: إن تناول الباحث العلمي موضوعًا مُعينًا لا بد أن يسير وفقًا لأهداف يرجو أن تتحقق، وقد يكون ذلك عبارة عن هدف أو أكثر، ومن المهم أن تتَّسم الأهداف بالوضوح، وإمكانية قياسها، والتأكد من مدى تحققها، ولن يتسنَّى حدوث ذلك إلا إذا كانت الأهداف واقعية، وذلك عُنصر مهم من عناصر خطة البحث العلمي.
أسئلة البحث وفرضياته: وهي عبارة عن محاور أو عبارات لحل مشكلة البحث، ونجد أن أسئلة البحث تشمل متغيرًا مستقلًّا فقط في الغالب، وتُستخدم في الأبحاث الاجتماعية بكثرة، مثل: الاجتماع والإدارة وعلم النفس... إلخ، أما بالنسبة للفرضيات؛ فهي عبارة عن علاقة بين متغيرين، ويصوغها الباحث بغرض تحليلها إحصائيًّا، وبناءً على المعلومات التي تتوافر لديه.
مُحتوى البحث: ويُعتبر مُحتوى البحث، أو بعبارة أخرى متن البحث من عناصر خطة البحث الأساسية، وهو ينصبُّ على المكونات المُتَعَلِّقة بالشرح، وتتمثَّل في أبواب وفصول ومباحث الرسالة العلمية، وهناك أُسُس ومعايير جودة في ذلك، ومن بينها طريقة الكتابة التي يجب أن تتَّسم بالأسلوب اللغوي القوي، والمعبر في الوقت ذاته، مع الالتزام بتجنُّب وضع أفكار متشابهة، ويجب أن يكون هناك تطوير من جزء لآخر، مع أهمية ترتيب الفقرات الشارحة بأسلوب مُنمَّق.
المؤلفات السابقة: نقصد بجملة المؤلفات السابقة كل ما صدر من كتب ذات صلة بموضوع البحث، وبالطبع تختلف طريقة عرض الموضوع في هذه المصادر، والباحث يحاول من خلال بحثه وضع أفكار جديدة، ومن المهم أن يوضح الفروق بين ذلك، وبين ما فصَّله الدارسون السابقون؛ من خلال عرض مُنتَجاتهم العلمية، وترتيبها تاريخيًّا، أو على حسب الصلة بموضوعه، ومناقشة أبرز ما تضمنته، والمؤلفات السابقة من عناصر خطة البحث التي يُوليها المُطالعون أهمية كبيرة.
النتائج: إذا ما أردنا أن نضع ترتيبًا لعناصر خطة البحث من حيث الأهمية؛ فسنجد أن النتائج في طليعتها، وهي مناط الباحثين، لذا وجب الاهتمام بصياغتها وفقًا لأسلوب علمي مُنضبط، ويكون ذلك بناءً على ما سبق تفصيله في متن البحث.
التوصيات والمقترحات: تُعَدُّ التوصيات والمقترحات من العناصر البارزة ضمن عناصر خطة البحث، والتوصيات تدل على فهم الباحث الصحيح لموضوع الدراسة، وبلوغه لنتائج قيِّمة، ويُساهم ذلك في صياغة حلول، ويجب أن تكون هذه التوصيات جديدة وقابلة للتطبيق، أما المقترحات فهي عناوين أو فرضيات يقدمها الباحث لمن يرغب في تقديم دراسة على صلة بتخصُّص البحث.
خاتمة البحث: الخاتمة هي آخر عناصر خطة البحث، ويتراوح الحجم المناسب لها بين صفحة وأربع صفحات، وكلما زاد عدد أوراق البحث تطلَّب ذلك خاتمة أكبر؛ لتساير باقي عناصر البحث، ولتوضيح ذلك فإننا نجد خاتمة الأبحاث التي يعدها طلاب المدارس لا تتجاوز صفحة فأقل، أما بالنسبة لخواتيم الأبحاث الجامعية فيبلغ حجمها صفحتين فأقل، وبالنسبة لأبحاث الماجستير والدكتوراه فإن الحجم أربع صفحات فأقل، ومن أهم عناصر المقدمة البدء بجملة في نهاية بحثنا....، أو في خاتمة الرسالة.....، ثم يتناول الباحث طبيعة موضوع الرسالة، وبعد ذلك يوضح جهوده وأهم الاستنتاجات، وكذا التوصيات، ويُنهي الخاتمة بكلمات تنم عن تواضعه، ومن الممكن تضمين الخاتمة بآيات من الذكر الحكيم.
قائمة مصادر ومراجع البحث: قائمة المراجع عُنصر رئيسي من عناصر خطة البحث، ويُشير فيها الباحث لمؤلفي جميع الكتب والمؤلفات والمقالات التي اقتبس منها، أو صاغ منها معلومات مُتَعَلِّقة بالبحث، وهناك أكثر من طريقة يُمكن أن يتبعها الباحث في ذلك، ومن ضمنها طريقة جميعة اللغات الحديثة mla، وكذا طريقة الجمعية الأمريكية لعلم النفس apa، وطريقة توثيق harvard، ولكل طريقة مما سبق تفاصيل وأسلوب في التنفيذ.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات