معايير وأسس تدقيق الكتابة
معايير وأسس تدقيق الكتابة تتَّضح في مجموعة من الضوابط المُتَّفق عليها، وذلك فيما يخصُّ النصوص الكتابية بمختلف أنواع اللغات، ولكل لغة ضوابطها، غير أن مقالنا ينصبُّ على معايير وأسس تدقيق الكتابة المرتبطة باللغة العربية، والكتابة بشكل إملائي ونحوي وتحريري صحيح شعار ينبغي أن يرفعه الجميع، وذلك في سبيل فهم النصوص بشكل مُنضبط، وكذا المحافظة على اللغة العربية والسلامة الكتابية، ومهمة التدقيق اللغوي تتطلَّب مقومات وخبرات متعددة، ولا يمكن أن يقوم بها غير المُؤهلين عِلميًّا، وفي حالة قيام غيرهم بتلك المهمة؛ فلن تخرج على النحو المطلوب، وسيشوبها كثير من السلبيات، وهي مُخاطرة غير محسوبة، وستبوء بالفشل من جانب صاحبها، والمحافظة على اللغة العربية له جانب ديني مُهم، فهو بمثابة محافظة على القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعلى الأمة الإسلامية برُمَّتها، وما تناقلته من تراث ثري.
عناصر المقال:
|
_________________________________________
ما أهم المجالات التي تتطلب تدقيق الكتابة؟
جميع أنواع التدوينات، وفي مختلف التخصصات تتطلَّب صياغة كتابية سليمة، غير أن هناك تخصصات تتطلَّب التدقيق اللغوي بصورة أكبر من غيرها، ومن بين ذلك:
المــــــــــــقالات الصحفية: توجد تصنيفات مُختلفة من المقالات الصحفية، ومنها ما هو سِياسي، أو اقتصادي، أو فني، أو رياضي... إلخ، ويتم عرض هذه المقالات من خلال الجرائد والمجلات، سواء الورقية أو عبر المواقع الإلكترونية، ويقرؤها الملايين من بني البشر، ومن المهم مُراعاة صحَّة ما هو مكتوب.
المقالات والأبحاث العلمية: البحث العلمي في طليعة ما ينبغي تدقيقه من الجانب اللغوي، وليس من المنطقي أن يشرع الباحث بكتابة رسالة ماجستير أو دكتوراه، ويُخطئ في الإملاء أو النحو أو الصياغة، وفي حالة اكتشاف أي خطأ أثناء مناقشة الأبحاث العلمية؛ فسوف يجعل ذلك الباحث في ورطة حقيقية، وقد يؤدي إلى الحرمان من الدرجة، بالإضافة إلى ما قد يتعرض له الباحث من إحراج، لذا فإن الباحثين يلجأون لمدققين لغويين قبل تقديم رسائلهم للمناقشة؛ مُراعاة لتلك الجوانب.
المقالات المنشورة على المواقع: توجد في الوقت الحالي ملايين المواقع، والتي تعرض محتويات باللغة العربية، وما يتم عرضه ينبغي تدقيقه لغويًّا، وذلك العنصر مؤثر في جودة المقالات، ويتيح فرصة أكبر؛ لتصدر المواقع التي تُراعي ذلك في محرك البحث، ومِنْ ثَمَّ الحصول على أرباح وفيرة، أو المساهمة في توزيع ما يتم تقديمه من سلع وخدمات.
الخــطابات المنطوقة شفهيًّا: كثير من السياسيين أو من هم في مواقع المسؤولية بوجه عام يُلقون بخطابات على جُموع من الأفراد؛ سواء في اجتماعات مغلقة أو منتديات عامة أو مؤتمرات متخصصة، وينبغي لتلك الخطابات أن تكون مكتوبة بأسلوب لغوي صحيح، لذا يسندون هذه المهمة للمدققين اللغويين.
المنتجات الأدبية والأعمال الفنية: تحتاج المنتجات الأدبية مثل: الأقصوصات (القصص القصيرة)، والروايات، وكذلك الأعمال الفنية مثل: الأشعار والمسرحيات والأفلام إلى تدقيق في النصوص التي يُلقيها المنوط بهم العرض.
ما طــرق تدقـيق الكتابة التي يلجأ إليها الأفراد؟
تُوجد طريقتان لتدقيق الكتابة، وسنستعرض مقتطفات عن كل منها فيما يلي:
- الطريقة التقنية: نتيجة لظهور البرمجيات الحديثة ظهرت تطبيقات تُساهم في الكتابة، ومن بين ذلك برنامج الوورد، والذي جاء ليمثل نقلة في مجال التدوين والصف، حيث يحتوي على أيقونات تُساعد في مهام التنظيم وإدراج الصور والجداول وبسهولة، وفي حالة مقارنة ذلك بالمجهود البدني الذي كان تتطلبه تلك الأعمال قبل ظهور الحواسب الآلية؛ فسوف نجد أن هناك فرقًا لصالح البرامج الحالية، ومن بين ما يقوم به برنامج الوورد التدقيق اللغوي والنحوي، ويمكن تفعيله ببساطة، غير أن تلك الطريقة تنطوي على سلبيات عديدة، سواء في الجانب الإملائي أو النحوي، بالإضافة إلى عدم إمكانية تشكيل الكلمات.
- الطريقة اليدوية: وهي الطريقة الأشهر والأكثر جودة في تدقيق الكتابة، حيث يتم إسناد أعمال التصحيح الخاصة بالنصوص إلى مدقق لغوي؛ يستطيع أن يُراجع جميع النصوص المكتوبة، ويضبطها، ويُعَدِّل منها في حالة وجود صياغة لا تتماشى مع الهدف من النصوص، واستبدالها بكلمات أخرى أكثر دقَّة، ولكن ينبغي لذلك معايير وأسس تدقيق الكتابة؛ كي تظهر النصوص بالجودة المناسبة.
ما أبرز معايير وأسس تدقيق الكتابة؟
فيما يلي سنستعرض أبرز معايير وأسس تدقيق الكتابة في أربعة بنود محورية:
- معايير وأسس تدقيق الكتابة فيما يخص الإملاء: تُعَدُّ معايير وأسس تدقيق الكتابة فيما يخص الإملاء في طليعة ما ينبغي أن يلم به المدقق اللغوي، لذا يجب توفُّر دراسة مُستفيضة لمناحي الإملاء، ومِنْ ثَمَّ مُعالجة جميع الأخطاء الإملائية في النصوص المكتوبة، وخاصَّةً الأخطاء الشهيرة، مثل: عدم التفرقة بين ألف الوصل وهمزة القطع، وكذا التمييز بين الألف الممدودة والألف المقصورة، وبالمثل الهاء والتاء المربوطة، وجدير بالذكر أن أي تغيير في طريقة كتابة الكلمة عما هو مُتعارف عليه لغويًّا يُغيِّر من معناها جُملةً وتفصيلًا.
- معايير وأسس تدقيق الكتابة ذات الصلة بعلامات الترقيم: تُعرف علامات الترقيم المتعلقة باللغة العربية بمجموعة الرموز، والتي تُستخدم في فصل الجمل والابتداء والوقف والتفسير؛ بما يساعد على تفهُّم القُرَّاء لفحوى النصوص، ومن أبرزها كل: من الفاصلة، وعلامات التنصيص، والفاصلة النقوط، والأقواس بجميع نماذجها، والشرط، والنقطتان.... إلخ، ومن معايير وأسس تدقيق الكتابة الأساسية إلمام القائم بأعمال التدقيق اللغوي بجميع أنماط علامات الترقيم، وكيفية استخدام كل منها، ومِنْ ثَمَّ تعديل الوضعية في النصوص المكتوبة، ونظمها بالأسلوب المُفَضَّل.
- معـــايير وأسـس تدقيق الكتابة المتعلقة بالنحو: يختص علم النحو بإعراب الكلمات، وذلك بناءً على موقعها في الجمل، ومِنْ ثَمَّ ضبط أواخرها من خلال العلامات الشهيرة، ومن معايير وأسس تدقيق الكتابة فيما يخص النحو الإلمام بالقواعد النحوية، مثل: المبتدأ، والخبر، والفعل، والفاعل والمفعول به، والأسماء، والصفة، والمفعول لأجله، والحال، والمضاف إليه، وإن وأخواتها، وكان وأخواتها، والتمييز، والنداء، والجار والمجرور... إلخ.
- معايير وأسس تدقيق الكتابة في الصرف: يبحث علم الصرف في أصول الكلمات، والمشتقات التي تنبثق منها، وفائدة الصرف تتمثَّل في إضافة مفردات جديدة للغة لها معانٍ مُغايرة، ومِنْ ثَمَّ إثراء اللغة، وعلى سبيل المثال إذا ما ذكرنا الفعل "ذهبَ"، فإن المصدر منه "الذِهاب"، وله مشتقات أخرى، مثل: مذاهب، وذهبه، ومذهبات، وذهيب، وأذهب، وذهاب، وممذهب.... إلخ، ومن معايير وأسس تدقيق الكتابة إلمام المُدقق بطريقة تصريف المفردات، وكذا المبني والمعرب.
- معايير وأسس تدقيق الكتابة في جزئية التحرير: في البداية ينبغي أن نفرق بين لفظي التدقيق والتحرير، حيث يستخدمهما البعض على أنهما يحملان نفس المعنى والوظيفة، والتدقيق عبارة عن مُراجعة النصوص، والتأكد من سلامتها من الجانب الإملائي، والنحوي، والصرفي، أما بالنسبة للتحرير فيتمثَّل في صياغة النصوص بأسلوب لُغوي قوي، والتخلص من الجمل الركيكة، والتكرارات التي لا طائل منها، ويُساهم ذلك في ترابط وتلاحُم النص المكتوب، وكذا تعبيره عما يجول في خاطر المُدوِّن، وما يستهدفه من أفكار من بين من معايير وأسس تدقيق الكتابة المهمة، ونجد أن كثيرين لا يستطيعون أن يختاروا المفردات المناسبة، أو يعبروا عما يدور في أذهانهم بالأسلوب الأمثل، وقد يكون سبب ذلك هو افتقارهم للمفردات المعبرة، وعلى المدقق اللغوي أن يُعين من لديهم قصور، ويحاول أن يصوغ ما يصبون إليه بطريقة واضحة وصحيحة، وفي ضوء الموضوع بأكمله، وذلك يأخذنا إلى أهمية المعارف التي يجب أن يمتلكها المدقق اللغوي، وفي جميع التخصصات، من خلال الاطلاع الدائم، والقراءة المستدامة.
- معايير وأسس تدقيق الكتابة المرتبطة بالبلاغة: شق البلاغة تزداد أهميته في بعض أنواع الكتابات التي تتطلَّب التَّفنُّن، واستخراج عذب الكلام، ومعايير وأسس تدقيق الكتابة المرتبطة بالبلاغة تتطلَّب معرفة المدقق اللغوي بالمحسنات البديعية، مثل السجع، والجناس، والطِّباق، وكذلك الاستعارات المكنية والتصريحية، والتشبيهات الجمالية، ومن خلال ذلك يستطيع أن ينظم المدقق جُملًا إنشائية أخَّاذة تأسر الألباب، ولذلك مفعول السحر على القُرَّاء.
يُقَدِّم موقع مبتعث للدراسات العُليا خدمات التدقيق اللغوي في مختلف أنواع النصوص، سواء الأبحاث العلمية، أو الكُتُب، أو القصص القصيرة، أو الروايات، أو المقالات الصحفية، أو الخطابات، أو محتويات المواقع، وذلك بأسعار حصرية.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات