المنهج الوصفي المسحي
المنهج الوصفي يتشعب إلى ثلاثة مناهج أساسية، وهي: المنهج الوصفي المسحي، والمنهج الارتباطي، ومنهج دراسات التطور والنمو (المنهج التتبعي)، وذلك هو التصنيف الشائع، وبداية ينبغي الإشارة إلى علم مناهج البحث العلمي، والذي يحمل بين طياته كثيرًا من الجدل والنقاش حول كل منهج، وتتباين التفسيرات في التعريفات والإجراءات والأهداف؛ من أجل وضع صيغ دقيقة، وبالطبع يلعب الإجماع دورًا كبيرًا في ترجيح كفة رأي عن آخر، وعلى سبيل المثال يوجد اختلاف بين اختصاصات المنهج الوصفي بشكل عام؛ فهناك من يرى أنه يمكن أن يستخدم من خلال دراسة الهيئة الظاهرية والوصف، وآخرون يرون أن المنهج الوصفي ينطوي على أمور أعمق من ذلك، ويمكن أن يساعد في فهم العلاقات بين المتغيرات، والتعبير عن ذلك في صورة كيفية أو نوعية من خلال الترميز، والقيام بمهام التحليل الإحصائي، ومن ثم فإن هناك إمكانية وضع فرضيات بالتزامن مع تساؤلات البحث أو بمفردها، وسنلقي الضوء في مقالنا على المنهج الوصفي المسحي بوجه خاص.
محاور المقال:
- ما المنهج الوصفي المسحي؟
- ما التصنيفات الأساسية لمناهج البحث العلمي؟
- ما فروع المناهج العلمية التي تندرج تحت المنهج الوصفي المسحي؟
- ما خطوات تطبيق المنهج الوصفي المسحي؟
ما المنهج الوصفي المسحي؟
المنهج الوصفي المسحي طريقة لدراسة نوعيات من الأبحاث التي تتطلب اختيار مجتمع دراسة بأكمله، أو عينة دراسية تثمل أغلبية المجتمع، والهدف من ذلك هو وصف طبيعة الظاهرة، ويستخدم كثير من أدوات البحث العلمي لجمع المعلومات من المفحوصين مثل: الاستقصاءات (الاستبيانات) والمقابلات، والاختبارات، وبطاقات الملاحظة، وبالطبع يوجد تصنيفات مختلفة لكل نوع من أدوات البحث السابق ذكرها، وعلى الباحث أن يجد ما يناسب البحث.
ما التصنيفات الأساسية لمناهج البحث العلمي؟
- إن كلمة مناهج بحث علمي في حد ذاتها متفاوتة من حيث التفسير؛ فهناك من يصطلح عليها بطرق البحث العلمي، وآخرون يطلقون عليها إجراءات البحث العلمي، والبعض الآخر بمسمى أنواع البحث العلمي، وفئة أخرى يسمونها تقنيات البحث العلمي، وفئة أخرى تصميمات البحث العلمي، والموضوع متشعب إلى أقصى درجة، وفي ذلك يقول "لهمان ومهرنز" إن التصنيفات المدرجة لمناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية غير معتبرة، وتخضع للفكر الفردي لكل باحث، ويعكس ذلك التعددية في الآراء.
- التصنيف الذي يلقى قبولًا بين جموع العلماء فيما يخص مناهج البحث العلمي؛ يتمثل في ثلاثة مناهج، وهي: المنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، والمنهج التاريخي، وكل دراسة تتطلب دراسة ظاهرة في صورتها الطبيعية؛ فيمكن أن يستخدم فيها المنهج الوصفي، وسيان في ذلك البحوث الاجتماعية أو الطبيعية، وبالمثل فإن كل موضوع علمي له جذور معلوماتية تاريخية؛ فيمكن أن يفصل عن طريق المنهج التاريخي، وكل موضوع يمكن أن يخضع للتجربة المعملية؛ وتتضح فيه العلاقات بين المتغيرات؛ فيمكن أن يدرس من خلال المنهج التجريبي.
ما فروع المناهج العلمية التي تندرج تحت المنهج الوصفي المسحي؟
هناك عديد من الفروع للمنهج الوصفي المسحي، وسنوضحها فيما يلي:
- منهج تحليل المحتوى: تُعد منصات الإعلام في تلك الفترة من بين الوسائل المهمة، التي يستخدمها المتخصصون في التعرف على السمات والتقاليد والعادات التي تمثل جماعة أو شعبًا ما، وتعتبر النصوص الكتابية أو الخطابات الملقاة من جانب القادة بمثابة تعبير عن ذلك، ويستخدم منهج تحليل المحتوى (المضمون) في الكشف عن خبايا تلك النصوص، وتفسير مكنونها، والخروج بدلالات تساعد في فهم التوجهات، ويعد منهج تحليل المحتوى من أبرز تصنيفات المنهج الوصفي المسحي.
- منهج تحليل الوظائف: وهو منهج له بُعد إداري، ويرتبط بتحديد طبيعة الوظائف التي تتضمنها المنشآت التجارية، ويتضمن ذلك وضع مسميات للوظائف، والأنشطة المرتبطة بها، والواجبات التي يتحتم على العمال والموظفين القيام بها، والمقومات التي يجب أن تتوافر فيمن يشغلون تلك الوظائف؛ سواء المؤهل الدراسي أو الخبرات أو المهارات، كما أن ذلك المنهج يتضمن طريقة الإعداد للمقابلات الشخصية مع الموظفين، وطريقة اختيار الأنسب.
- منهج دراسة توجهات الرأي العام: والتعريف الإجرائي للرأي العام يتمثل في التوجهات والأفكار والمعتقدات لجماعة كبيرة فيما يخص موضوعًا معينًا، ويعد ذلك النوع من أنوع المنهج الوصفي المسحي، التي تستخدم في تعرف الجهات المسؤولية عن الآراء حول كثير من الموضوعات الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية، ويساعد ذلك في وضع الخطط بمختلف تصنيفاتها، واتخاذ القرارات بوجه عام.
- منهج المسح المدرسي: وهو من بين أنواع المنهج الوصفي المسحي الذي يهتم بمعالجة المشكلات المرتبطة بالمنظومة التعليمية في المدارس، ويتناول أساليب التدريس، والعلاقة بين الطلاب بعضهم البعض، وكذا العلاقة بينهم وبين المعلمين، ودراسة الأهداف والمخططات، التي يضعها المسؤولون عن التعليم في ضوء المتطلبات التي تختلف من مجتمع لآخر.
- منهج المسح الاجتماعي: وهو من أشهر تصنيفات المنهج الوصفي المسحي، ويوفر كمًّا هائلًا من المعلومات والبيانات، ويستخدم بكثرة من الأبحاث التربوية والاجتماعية؛ من أجل التعرف على خصائص أو سمات جماعة كبيرة، ويستخدم ذلك في فترة زمنية محددة، ومكان معين، وقد يكون الهدف هو حصر أعداد السكان، أو المواليد، أو المتعلمين، أو الوفيات، أو معالجة مشكلة مجتمعية.
ما خطوات تطبيق المنهج الوصفي المسحي؟
- تحديد المشكلة موضع الدراسة: بداية إجراءات أو خطوات المنهج الوصفي المسحي يتمثل في تحديد المشكلة البحثية، وفي ذلك وجب أن تكون مشكلة واقعية، ومرئية للجميع.
- صياغة أسئلة البحث: وفي ذلك يقوم الباحث بصياغة أسئلة استفهامية تعبر عما يراه من حلول لمشكلة البحث، وقد يكون ذلك في صورة سؤال أو أكثر، ومرجعية الباحث في ذلك هو إعمال العقل والحدث والتخمين، أو ما يتوافر من معلومات مبدئية، وبالطبع يرتبط ذلك بأهداف البحث، وتلك من أهم خطوات تطبيق المنهج الوصفي المسحي.
- وضع حدود للبحث: وتتمثل هذه الحدود في: والحدود الموضوعية الحدود المكانية، والحدود الزمانية، وليس بالضرورة أن يتضمن البحث جميع هذه الحدود، وفي ذلك نجد أن الحدود الموضوعية ملزمة للباحثين في مختلف أنماط الأبحاث، أما الحدود المكانية، والزمانية؛ فهي اختيارية على حسب الحاجة وطبيعة البحث العلمي.
- اختيار مجتمع البحث: ينبغي أن يختار الباحث المجتمع البحثي، وهو عبارة عن الأشخاص الذين تتوافر فيهم الخصائص والسمات والتوجهات، التي يرغب في جمع المعلومات عنها، وذلك من بين خطوات المنهج الوصفي المسحي الأساسية.
- تجميع المعلومات: وذلك من خلال المراجع والمصادر المتاحة، وكذلك من مجتمع البحث (المفحوصين)، وباستخدام أدوات البحث العلمي.
- كتابة الإطار النظري: وهو عبارة عن شروح يقدمها الباحث؛ للإجابة عن أسئلة البحث، ويتم تصنيفها في أبواب وفصول ومباحث مرتبة من حيث الأفكار، مع إمكانية استعانة الباحث بالدراسات السابقة التي تحدثت عن موضوع البحث، وينبغي على الباحث أن يستعرض ما بها من نتائج في صورة موجزة.
- وضع نتائج وتوصيات البحث: أخر خطوات المنهج الوصفي المسحي تتمثل في استخراج النتائج من البحث، وبعد ذلك يمكن وضع التوصيات التي يراها الباحث بمثابة الحلول المثالية لمشكلة البحث.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات