أصالة مادة البحث

• أول شروط النشر في مجلة علمية أصالة مادة البحث، والمعنيُّ بالأصالة تفرُّد البحث عن غيره من البحوث والدراسات، أما مادة البحث فتعني ما ينطوي عليه من تفاصيل تبدأ بالعنوان، وتنتهي بوضع الاستنتاجات ذات الجدوى.
• وبالطبع ذلك ينحو بنا إلى قضية مهمة تتمثل في الانتحال العلمي، وبعض من الباحثين لا يعون الفرق بين الاستشهاد (الاقتباس) والانتحال (الاستلال)، فالاستشهاد من المصادر والمراجع مطلب مهم في البحوث العلمية وله قوانينه وأُسُسه، وفي مقدمتها أن يكون في ضوء ما تُقرُّه جهات البحث من نسب، وكذلك توثيق ما يستعين به الباحث من مصادر ومراجع بطريقة محددة، أما الانتحال فهو عكس ما سبق فهو عبارة عن إسفاف ورعونة الباحث وتجاوز للنسب المقررة، وعدم نسب النصوص المُقتبسة لأصحابها.

جودة أسلوب الكتابة وتجنب الأخطاء اللغوية

• تُعَدُّ جودة أسلوب الكتابة من بين شروط النشر في مجلة علمية، وبالطبع يلعب ذلك دورًا مهمًّا في لفت الانتباه نحو البحث بعد مراحل النشر، ومن المهم كذلك أن يُراعي الباحث تجنُّب الأخطاء اللغوية بجميع أنواعها، سواء لغوية، أو نحوية، أو صرفية.

تحديد كلمات مفتاحية

• وذلك العُنصر غير بعيد عن البحث العلمي، بل إنه في صميمه، ويرتبط ذلك في تلك الفترة بما نراه من شروط للنشر على المواقع الإلكترونية، ويُطلق عليها "معايير السيو"، ولقد فطنت كثير من المجلات العلمية لأهمية ذلك، فكثير منها كان لا يُعيره أهمية، ولكن وبعد أن وضحت أهميته لجميع المدونين على الشبكة العنكبوتية؛ أصبح ذلك الشرط يوضع في عين الاعتبار لدى المجلات العلمية المُحكمة.
• وقد يتعجَّب بعض القُرَّاء من الفقرة السابقة فمال البحث العلمي ومعايير السيو؟!!، نعم، بالفعل أنه ما ينبغي أن يحدث الآن، ومن يهمل ذلك العنصر من المجلات العلمية؛ فلن تلقى موضوعاتها صدى، ولربما كانت جيدة، ولكن لم تتبع النسق المطلوب كما حددته شركة جوجل.
• يمكن أن يضع الباحث المتغيرات الأساسية للبحث، وكذلك ما يتكرر من مصطلحات مهمة ككلمات مفتاحية، وتطلب المجلات العلمية المحكمة في حدود 5- 8 كلمات مفتاحية للبحث في الغالب.

تلخيص البحث (الملخص)

• يُعَدُّ تلخيص البحث شرطًا مهمًّا من شروط النشر في المجلات العلمية المحكمة، ولا تُوجد مجلة لا تشترطه، ويتطلب ذلك صياغة الباحث لملخص باللغتين العربية والإنجليزية، ويجب أن يكون ذلك في حدود بين 250-300 كلمة على أقصى تقدير.

وضوح أهمية البحث

• من المهم أن يتَّسم البحث المُراد نشره على المجلة العلمية المحكمة بالأهمية في ميدان التخصص الذي يتبعه الباحث، حيث إن تلك النوعية من المجلات يهمها في المقام الأول تقديم فائدة للقُرَّاء، وكذلك الارتقاء في التصنيف الذي تتبعه، لذا يتم تقييم البحوث المقدمة مبدئيًّا من خلال النظرة بشكل عام على الموضوع، وهل هو مهم أم سطحي غير هادف؟، وبناءً على ذلك يدخل مرحلة ثانية من التقييم المنهجي.
• ويتضمن بند الأهمية جُزءين مهمين، وهما الأهمية من الناحية النظرية، بمعنى ما سيُضيفه البحث من رصيد للمعرفة في تخصص علمي ما نتاج عدم تناول الموضوع في بحوث ماضية، وكذلك الأهمية من الناحية الميدانية؛ بمعنى الحلول التي سيوفرها الباحث في الواقع العملي، وذلك البند من بين شروط النشر في مجلة علمية

تحديد جوانب الإشكالية

• من بين شروط النشر في مجلة علمية ذات الأولوية تحديد البحث للإشكالية، وهو جزء بسيط لا يتعدى صفحة مكتوبة من حيث الحجم، غير أنه عظيم القدر، ويوضح للقارئ ما يفكر فيه الباحث على وجه الدقة.

وجود أهداف من البحث

• إن صياغة الباحث لدراسته أو بحثه ينبغي أن يتضمن أهدافًا من البحث، وفي ضوء ذلك يستطيع الباحث أن يتحرك سعيًا لتحقيق أهدافه، وتلك الأهداف تنبثق من إشكالية البحث، وترتبط بشكل وثيق بتساؤلات البحث.

استخدام الباحث منهجًا أو مناهج علمية مناسبة

• تعريف المنهج العلمي: (هو طريقة أو أسلوب أو إجراءات يسير البحث على دربها في دراسة مشكلة أو ظاهرة؛ قاصدًا الوصول لنتائج قوية مُبرهنة)، ومن المهم عند القيام بتنفيذ بحث بغرض النشر في مجلة علمية؛ أن يختار الباحث ما يناسب موضوع البحث من منهج أو مجموعة من مناهج العلوم حسب الحاجة.
• وعلى سبيل المثال نجد أن المنهج الوصفي وشُعبه مثل المنهج الوصفي الارتباطي، والمنهج الوصفي المسحي، والمنهج التتبعي، والمنهج الوصفي التحليلي تناسب الموضوعات التي تتعلق بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، مثل: الاجتماع، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا، والقانون... إلخ، أما المنهج التجريبي والاستقرائي؛ فيناسبان الموضوعات التي ترتبط بالعلوم الطبيعية؛ مثل: الكيمياء والفيزياء والفلك... إلخ.

تدوين البحث في عدد محدود من الصفحات

• يأتي تدوين البحث في مجموعة محدودة من الصفحات على برنامج الوورد بين شروط النشر في مجلة علمية، ويختلف ذلك بالكلية عمَّا نراه من بحوث كاملة، سواء ماجستير أو دكتوراه، وعدد تلك الصفحات يتراوح بين 20-50 صفحة، حسب ما تشترطه المجلة العلمية في ميثاقها، على أن يتضمن ذلك الجداول والمُلحقات والرسوم والنماذج، ومن المهم ألا يؤثر عدد الصفحات على تغطية الباحث لكامل مشكلة البحث.

توثيق مصادر ومراجع البحث

• كما سبق وأن أوضحنا في الشرط الأول من شروط النشر في مجلة علمية مبدأ الأمانة العلمية، وأهمية توثيق ما يقتبسه أو يستشهد به البحث، ومن هذا المنطلق أوجدت الجهات العلمية كثيرًا من طرق توثيق المراجع، ومن المهم أن يسير الباحث على ما تُمليه المجلة العلمية من طريقة، ونجد أن غالبيتها تشترط طريقة APA (طريقة جمعية علم النفس الأمريكية)، وهناك بعض المجلات العلمية المحكمة التي توضح تفاصيل الطريقة في شروطها.

مُراعاة البحث للمعايير الأخلاقية

• إن البحث العلمي ودون أن يُراعي الباحث المعايير الأخلاقية سينطوي عليه آثار مُدمرة، لذا تضع المجلات العلمية من بين شروطها ذلك الشرط كأساس لما يقدمه الباحثون والباحثات من بحوث للنشر، ومن بين ذلك ألا تنطوي خطورة على أواصر المجتمع أو ما يمس العقائد السماوية أو العادات والتقاليد التي اعتاد عليها البشر؛ حتى لا يُثير البحث بلبلة لا طائل منها.

ترجمة الإشكالية لتساؤلات وفرضيات

• من المهم أن يُترجم الباحث ما يتصدَّى له من إشكالية في صورة تساؤلات مُعبِّرة يرغب الباحث في الإجابة عنها، وفي حالة ظهور متغيرات في الدراسة؛ فيمكن أن يضع الباحث فرضيات متنوعة، والأخيرة تمثل حلولًا مبدئية يسعى الباحث لاختبار صحَّتها، ومن ثم الاعتماد عليها في حل إشكالية البحث.

اختيار عينة البحث والأدوات

• في حالة كون البحث دراسة تطبيقية؛ فمن بين شروط النشر في مجلة علمية قيام الباحث باختيار عينة بحث مثالية، بمعنى تُعبِّر عن مجتمع البحث الكلي، وفي حالة الإخلال بذلك الشرط؛ فسينطوي عليه عيب خطير في المنهجية البحثية، ومن أهم طرق انتقاء أو اختيار عينة البحث: العينة الجغرافية، والعينة الطبقية، والعينة البسيطة، والعينة المنتظمة، والعينة العمدية، والعينة الحصصية، ولكل طريقة مما سبق ذكرها إجراءات محددة يجب على الباحث الإلمام بها.
• تتطلب عملية تجميع المعلومات من المفحوصين (عينة البحث) استخدام الباحث لأداة بحثية أو أكثر، ويجب أن يوضح الباحث ذلك صراحة، ويمكن أن يعلل سبب اختيار تلك الأداة، ومن أبرزها: الاستبيان، والملاحظة، والاختبارات، والمقابلة.

دقة ما يُصاغ من نتائج

• تُعَدُّ النتائج مُنتهى البحث العلمي من الناحية المنهجية، وينبغي أن تُصاغ بشكل دقيق كشرط من شروط النشر في مجلة علمية، مع أهمية ترابطها بباقي إجراءات البحث، ويجب أن يقوم الباحث بتفسير تلك النتائج.

اتباع الباحث للجوانب الشكلية

• وتلك الجوانب تتباين من مجلة علمية لأخرى؛ فنجد مجلة علمية تطلب الكتابة بخط ARIAL، وأخرى TRADITIONAL ARABIC، وغيرها، وكذلك تختلف الخطوط المطلوبة وأحجامها، ونفس الأمر بالنسبة للمسافات، وقواعد الترقيم.