الحقيبة التدريبية
الحقيبة التدريبية تعني ما يُعِدُّه المدربون من مادة علمية في تخصص معين، وهي حلقة وصل أو وسيط فيما بين المدربين والمتدربين، ولها قواعد وترتيبات خاصة بها، والهدف الرئيسي توضيح وتبسيط المحتوى الدراسي، ويُعتبر التدريب في الوقت الحالي أحد الأمور الهامة التي تُساعد على اكتساب الخبرات، وصقل المهارات، وتنوعت المقرات التي تقدم ذلك، سواء على أرض الواقع مثل المراكز التدريبية، والتي يتم فيها طرح المواد بشكل مباشر، أو تقديم الدورات التدريبية بشكل افتراضي؛ من خلال مواقع التدريب عن بعد، والتي يفضلها البعض ممن لا يتوافر لديهم الوقت للتوجه إلى مقر معين، وسوف نوضح عبر فقرات المقالات الحقيبة التدريبية كعنصر فاعل وهام في الكورسات والمحاضرات المقدمة عبر الدورات التدريبية.
أهمية الحقيبة التدريبية؟
-
تنظيم المادة العلمية: إن الأسلوب المنظم الذي يجب أن يشوب التدريب هو ما يجعل من الحقيبة التدريبية ذات أهمية كبرى، ودون ذلك فسوف تُصبح الدورات التدريبية عبارة عن حلقات نقاش بشكل عشوائي.
-
تنظيم وقت الدورة التدريبية: لكل دورة تدريبية وقت معين، ويجب ألا تتجاوزه، وفي الوقت نفسه ينبغي طرح جميع ما يُوجد بها من معلومات وبيانات، ودون اختصار أو اختزال لأحد العناصر، والحقيبة التدريبية تُساهم في تحقيق ذلك، وعن طريقها يستطيع المدرب أن يضع محاضرة لكل عنصر من العناصر التي يتضمنها البرنامج، وقبل البدء يتم وضع جدول زمني في ضوء المحتوى.
-
وسيلة هامة للمراجعة والاستذكار: تُعتبر الحقيبة التدريبية أداة هامة في سبيل مراجعة ما تم التدرب عليه في الدورات التدريبية، وعلى المدى الزمني البعيد؛ يمكن أن يلجأ إليها الفرد من أجل التحقق مما سبق دراسته في حالة الحاجة لذلك.
ما أهم السمات التي يجب أن توجد في الحقيبة التدريبية؟
هناك مجموعة من السمات الهامة التي ينبغي توافرها في الحقيبة التدريبية، وسوف نوضحها فيما يلي:
-
المنهجية: وهي تعني طرح الأفكار بشكل علمي، والبُعد عن الحشو والتكرار في المحتوى، وعلى سبيل المثال ينبغي تخصيص فكرة في كل جزء من أجزاء الحقيبة التدريبية، مع ربط كافة الأجزاء يبعضها البعض.
-
التفريد: كلمة التفريد تعني مُراعاة الفروقات الفردية بين المتدربين؛ وفي ضوء ذلك ينبغي تبسيط المادة العلمية التي تتضمنها الحقيبة التدريبية لأقصى درجة؛ بما يجعل الفرصة متساوية أمام الجميع؛ من أجل الفهم.
-
التغذية العكسية: والمعني بكلمة التغذية العكسية تطوير الحقيبة التدريبية بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال تُعد أي مادة علمية قابلة للتطوير، بما يتواكب مع متطلبات المتدربين، وخاصة في ظل اكتشاف خلل أثناء طرح محتوى الحقيبة التدريبية، ويمكن معالجة ذلك وتعديله، بالإضافة إلى إدراج أمور حديثة تخص المادة العلمية، ولم يعد هناك علم محدد المعالم؛ بل إن هناك تحديثًا مستمرًّا لجميع العلوم.
-
النظامية: وهي من السمات الرئيسية الهامة في الحقيبة التدريبية، ومن دونها سوف يشوب الحقيبة القصور، والنظام هو عماد النجاح في التدريب بشكل عام، والحري أن تكون المادة التي تتضمنها الحقيبة معدة بشكل منظم.
-
التدريب الذاتي: على الرغم من أن الحقيبة التدريبية شارحة لمكونات المادة العلمية في ميدان معين، إلا أنه يجب على المدرب أن يضع بنسبة محدودة بعض النقاط التي تحفز الطالب على البحث والتفتيش في الكتب والمؤلفات العلمية، وذلك ما يُعرف باسم التدريب الذاتي.
ما أهم عناصر الحقيبة التدريبية؟
هناك عناصر محورية، ومن المهم أن يلم بها المدربون عند إعداد الحقيبة التدريبية، وسوف نبينها فيما يلي:
الغلاف الخارجي: يتضمن الغلاف الخارجي للحقيبة التدريبية اسم المركز المقدم من خلاله الدورة التدريبية، وعنوان البرنامج، واسم مُعد المادة، وفترة تقديم البرنامج.
دليل الحقيبة التدريبية: ويتضمن عرضًا لما تشمله الحقيبة التدريبية في جدول، ويدون عنوان كل جزء والصفحات الخاصة به، من أجل تسهيل الوصول للمحتويات الداخلية، ويمكن أن يتم إعداد ذلك الدليل بشكل يدوي؛ من خلال عمودين بشكل يدوي، كما يمكن أن يصمم ذلك بشكل آلي من خلال برنامج الوورد.
أهداف البرنامج التدريبي: لكل برنامج تدريبي هدف معين، ووضع الأهداف من بين العناصر الهامة التي يجب أن تتضمنها الحقيبة التدريبية، كي يتم قياس ما تحقق في النهاية، ويمكن أن يكون هناك أهداف أساسية، وأخرى فرعية على حسب رؤية المدرب.
المحتوى التدريبي: المحتوى يعني الشرح والتعاريف، ويجب أن يكون ذلك في ضوء أمثلة توضح ما تهدف إليه الدورة التدريبية، ويُعتبر المحتوى بمثابة الجزء الأكبر في الحقيبة التدريبية، ويمكن أن يستعين المدرب بالكثير من التقنيات الحديثة، والتي يمكن من خلالها تقديم المحتوى بأسلوب شيق مثل برنامج الباوربوينت، وكثير من التطبيقات البرمجية الأخرى، والتي تستخدم في شرح المحتوى التدريبي.
التدريبات العملية: تُعد التدريبات العملية من بين العناصر الهامة في الحقيبة التدريبية، وهي التي ترسخ للمعلومات التي يتم طرحها بشكل نظري، ومن ثم المساهمة في عدم النسيان المستقبلي، وذلك هو الفرق بين التدريب الحديث، والأسلوب النمطي في الشرح، والذي كان يعتمد على تلقين الدروس فقط.
طريقة التعلم: وطريقة التعلم عنصر هام في الحقيبة التدريبية، وتختلف طرق التعلم في الوقت الراهن عن سابقتها في الماضي، من أبرز ما يستخدم في الفترة الراهنة ورش العمل التعاوني، وكذلك طريقة العصف الذهني، وطريقة القبعات، ولكل طريقة إجراءات معينة.
تقويم المتدربين: من بين العناصر الهامة التي يجب أن تحتويها الحقيبة التدريبية اختبارات المتدربين، ويختلف ذلك من مدرب لآخر؛ فهناك من يفضل الاختبارات الشفهية، والبعض الآخر يختار التقويم التحريري، وآخرون ينوعون بين ذلك وذاك.
الرسومات والصور والإنفوجرافيك والخرائط المفاهيمية والخرائط الذهنية:
وما سبق ذكره من بين العناصر المهمة التي يجب أن تتضمنها الحقيبة التدريبية، وتُعتبر الرسومات والصور من بين ما يدعم المادة الدراسية، ويوضحها للمطلعين، وهي من الطرق النمطية المعتادة، أما بالنسبة للطرق الحديثة فتتمثل في الإنفوجرافيك، وهو عبارة عن تصوير رسومي لأفكار متنوعة، وكذلك الخرائط الذهنية، وهي عبارة عن نموذج يوضح العلاقة بين أفكار متعددة، ومن خلالها يتم تنظيم المعلومات العقلية؛ بهدف فهمها بصورة أفضل وأسرع، وهي وسيلة هامة لطرح الملاحظات بشكل غير خطي، أما بالنسبة للخرائط المفاهيمية؛ فهي عبارة عن مخطط لأفكار ينبثق منها فروع.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات